كفاية بقى .. جتكوا القرف

...كفاية بقى .. جتكوا القرف ...

" افيقوا .. كفاية نوم بقى .. جتكوا القرف .. لغاية امتى النوبي هيفضل كده " هكذا صدع بها الأديب النوبي " حجاج أدول " في وجه النوبيين في مؤتمر بنادي المحامين بأسوان في 2009 بعدما ضاقت به السبل ، وضاق ذرعاً بخنوع النوبيين وبتذللهم للسلطة الحاكمة وقتها ، وقرر جدياً اعتزال المعترك السياسي النوبي نظراً لبلادة النوبيين وارتضائهم بالدنية في حياتهم ..

استحضر تلك الكلمات وأنا أرى المشهد الآن في قريتي الحبيبة " أدندان " وهي تخنع وترضى الدنية في عيشها ، ولا تتخذ مواقف جادة وحاسمة حتى في مواقف العزة والكرامة ...
تعفو عن من يسرقها .. وتتذلل من يهينها .. وتتهاون مع سيئي الاخلاق ..
وعندما يصيح شبابها .. يلجم ألسنتهم كبرائها .. وما الكبير سوى " خانع كبير " ..
نحن نتسابق في الخنوع والذل .. فمن لديه أكبر طاقة في تحمل الذل والهوان ننصبه " كبيراً " علينا ونقبل أن يدفن رؤوسنا في الرمال ويلطخ جباههنا بالطين .. فليحيا كبرائنا وليسقط كبريائنا ..

ذكرتموني بقصة ذلك العربي " قريط بن أنيف " الذي سرقت له " ثلاثون بعيراً " فذهب إلى قومه فلم ينجدوه فذهب إلى قبيلة "مازن" فركب معه نفر منها وذهبوا إلى بني شيبان الذين سرقوا بعيره فأعادوا له بعيره .. فأنشد قائلاً :

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
إذا لقام بنصري معشر خشن عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم طاروا إليه زرافات ووحدانا
لا يسألون أخوهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا
لكن قومي إن كانوا ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ومن إساءة أهل السوء إحسانا
كأن ربك يخلق لخشيته سواهم من جميع الناس إنسانا
فليت لي بهم إذا ركبوا شنوا الإغارة فرسانا وركبانا


فيا ليتنا كنا من " مازن " ولم نكن من " أدندان " ...