( يا عم دول عاملين زى تنابلة السلطان ) جملة يتناولها الكثير مننا فى كثير من المواقف وكلمة تنبل تعني الإنسان الكسلان الذي لا عمل له، فيتكلفهم السلطان (الحكومة) بإعاشتهم وملبسهم ومسكنهم وذلك لعجزهم عن العمل، وقصة هذا المثل، يحكى أن أحد سلاطين آل عثمان بلغه وجود كثير من المتشردين ينامون في الشوارع وهم عاجزون عن العمل ولا مأوى ومعيل لهم، فأصدر أمراً بجمعهم وإيداعهم في مبنى أطلق عليه اسم (التنبلخانه) وتكلفت الحكومة بإعالتهم وكان كل ما يفعله التنابلة أنهم يأكلون وينامون،
وذات سنة حصلت ضائقة مالية، فأمر السلطان بتدقيق مصروفات الدولة على التنابلة فهاله ما يصرف على هؤلاء فأمر بإغلاق (التنبلخانه) وإخراج من فيها فخرج منهم من خرج وبقى عشرون تنبلاً ممن يجري الكسل في عروقهم، فأمر السلطان برميهم في النهر فشحنهم رجال الجندرمة (الشرطة) في إحدى العربات وكدسوهم الواحد فوق الآخر وسارت بهم متجهة إلى النهر، فلفت منظرهم أحد التجار، فسأل عنهم، فلما علم بقصتهم تألم لحالهم وقال لرئيس الجندرمة: لا حاجة لرميهم في النهر، يوجد في خاني كثير من الخبز اليابس فأتركهم عندي ليأكلوه إلى أن يفرج الله عليهم. وهنا رفع أحد التنابلة رأسه وقال للتاجر: (من سيقوم ينقع الخبر فى الماء؟) فأجابه التاجر انتم تنقعونه وتأكلونه، وهنا التفت التنبل للسائق وقال له سر مسرعاً حتى ترمينا في النهر ونستريح من عناء تنقيع الخبز اليابس بالماء. ومنذ ذلك الوقت أصبح مثلاً يضرب به على كل إنسان كسول لا يؤدي عملاً، فيكون عالة على غيره.