لمن تعطي صوتك في انتخابات الرئاسة التي ستجري يوم 23 مايو القادم؟! سؤال طرحته علي نفسي فاستعرضت الأسماء المرشحة ولكني لم أتوصل إلي إجابة محددة .. فقررت أن أطرحه علي القراء متسائلاً مرة أخري من هو المرشح الملائم الذي يمكن أن يحكم مصر في الفترة القادمة؟!
أمامنا الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح صاحب الرؤية الواضحة والبرنامج المحدد الذي طرحه للعمل علي انجازه بمعاونة مجموعة من المتخصصين القادرين علي التنفيذ.
والدكتور أبوالفتوح رجل مقنع في حديثه وتشعر معه بالصدق في كل جملة ينطقها .. وهو قد طلق جماعة الاخوان طلاقاً بائناً لا رجعة فيه بعد أن أصبح الخلاف بينهما مستحكماً .. وإن كانت خلفيته الإسلامية ستظل حجر الزاوية الذي يؤسس عليه كل أعماله وقراراته وله مساندون كثير من الاخوان وغير الاخوان.
وأمامنا رجل الدولة عمرو موسي .. السياسي المحنك .. وصاحب الخبرة الطويلة في العلاقات الدولية والعربية .. رصيد كبير لا يمكن لأحد انكاره. ويعي الأخطاء الفادحة التي وقع فيها النظام السابق ويضعها في الاعتبار لتكون درساً مستفاداً في مسيرته نحو الرئاسة.
وعمرو موسي له شعبية واسعة من خلال ما عرف عنه من أنه كان حاداً في التعامل مع إسرائيل وأمريكا ويقال إن الرئيس السابق مبارك أبعده عن المنصب حتي لا يسبب له إحراجاً في التعامل مع هاتين الدولتين اللتين حرص علي أن يداريهما ويمالئهما من أجل تحقيق طموحاته في عملية التوريث.
أمامنا أيضاً المهندس خيرت الشاطر المرشح الأصلي لجماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة صاحب الأغلبية البرلمانية .. والرجل له آراؤه التي تجد وقعاً طيباً في نفوس الناس. ورغم أنه زاهد في المناصب إلا أنه وجد نفسه أمام الأمر الواقع مرشحاً عن الجماعة .. وهو يركز علي الجانب الاقتصادي في حملته الانتخابية ويعد بحل مشاكل مصر الاقتصادية في غضون عدة سنوات .. وشهد له الأمريكان الذين اجتمعوا معه بأنه صاحب فكر اقتصادي متطور.
وأمامنا الدكتور محمد سليم العوا الرجل العالم المفكر الذي يستطيع أن يصل إلي عقلك وقلبك من أقصر الطرق .. لديه رؤية واضحة لمستقبل مصر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً .. رجل يتسم بالتواضع والحكمة السياسية والفكر الراقي .. وخلفيته الإسلامية تعطيه زخماً شعبياً لا يقل عن أبوالفتوح أو الشاطر.
وأمامنا الشخصية التي شغلت الرأي العام في مصر كلها المحامي الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل .. والسبب هو جنسية السيدة والدته التي حسمتها المحكمة الإدارية بأحقيته في الترشيح وإلزام الداخلية بإعطائه ما يفيد أن والدته مصرية.
لكن الجدل لم ينته حول هذه المشكلة حتي الآن بعد أن أعلن مصدر قضائي بأن اللجنة العليا للانتخابات ليست ملزمة بما تصدره الداخلية حول هذه الجنسية وانها لا تعتد إلا برأي وزارة الخارجية الجهة الرسمية في المشكلة .. ومازالت القضية معلقة حتي كتابة هذه السطور.
وحازم أبوإسماعيل زاد في شهرته من هذه القضية وزاد أنصاره وارتفع صوتهم أعلي وأعلي وأصبح يغطي علي باقي المرشحين .. وأمامه خطوة أخيرة لكي يصبح مرشحاً رسمياً.
وأمامنا السيد عمر سليمان رئيس المخابرات العامة ونائب رئيس الجمهورية السابق .. الذي أعلن ترشحه بعد تردد وبرر ذلك بالضغوط الشعبية التي دفعته للترشح في آخر لحظة .. هناك فئة لا شك تري مصلحتها في تربع عمر سليمان علي كرسي الرئاسة. وتقول إنه الأصلح للمرحلة القادمة لكي يعيد مصر إلي وضعها الطبيعي الآمن المستقر.
لكن عمر سليمان يواجه حملة شرسة من كل الأطياف السياسية الإسلامية والليبرالية علي تنوعها وكثرتها .. ومن أجله يناقش مجلس الشعب قانوناً لحرمان رموز النظام السابق في الترشح للرئاسة.
وإذا كان الرأي العام قد انشغل كثيراً بقضية والدة أبوإسماعيل فإنه انشغل أكثر بترشح عمر سليمان حيث تعتبره كل القوي المناوئة من الفلول ويمثل النظام السابق الذي أسقطه الشعب.
هناك أيضاً الفريق أحمد شفيق الذي تواري قليلاً بعد إعلان عمر سليمان ترشيح نفسه .. وهل سيظل في المنافسة أم يتنازل وينسحب وإن كان قد أعلن أنه سيظل منافساً.
وهناك من الأسماء المشهورة حمدين صباحي. ود. محمد مرسي المرشح الاحتياطي للإخوان وخالد علي المحامي الشاب. والمستشار هشام البسطويسي والمستشار مرتضي منصور.
هل تستطيع ــ عزيزي القارئ ــ أن تحدد وأن تصل إلي رأي سديد ومقنع للشخصية التي تختارها لرئاسة مصر وسط هذا التزاحم الكبير علي هذا المنصب؟! إذا توصلت إلي رأي فأخبرني لعلك تكتشف ما لم اكتشفه.