بسم الله الرحمن الرحيم .
بمناسبة قرب مرور خمسون عاما من ذكرى تحويل مجرى نهر النيل " 14 مايو 1964 -- والذى كان يوافق 2 محرم 1384 – ومن ثم بناء السد العالى وهذا الشهر يكمل العام 49 وستة أشهر – أى مايقرب من الخمسين عاما هجرية على هذا الحدث التاريخى والذى نحسب أنه كان ايذانا بأن تظهر الشخصية النوبية الأصيلة فى معدنها على حقيقتها .
ان بناء السد العالى أمد مصر وكثير من الدول بالطاقة الكهربائية وزاد من الرقعة الزراعية وتجول الرى من " رى الحياض الى الرى الدائم "
وفى نفس الوقت نتج عن بناء السد الى " هجرة قسرية " لأبناء النوبة وهى أمة أصيلة عاش أبنائها على مدى آلاف السنين كأمة متماسكة حول نهر النيل الخالد – فجاءت تلك اللحظة الفارقة فى تاريخها – وكأنها " تقتلع " هذة الأمة من جذورها – ولكنها " أبت " لأن جذورها ضاربة فى أعماق تلك البقعة المباركة من الأرض – والتى شاءت ارادة الله تعالى أن " يحى بها ويقوم بتعميرها " أمة عريقة عراقة التاريخ البشرى .
" وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى "
واذا ماأرادت طائفة من الناس " أن يخرجوا أهل النوبة " من أرضهم وديارهم – فان ارادة الله تعالى أبت الا وأن " تعود طائفة من أهل النوبة " الى أرضهم بعد " سنوات قليلة " ألم يعد نفر ولو قليل منهم عام 1978 أى بعد مرور 14 سنة فقط من التهجير " وهى تعتبر لحظات وبرهة قليلة من عمر هذه الأمة على مدار آلاف السنين " السابقة – والقادمة أيضا باذن الله تعالى "
ومن الذى زارهم فى أرضهم " أليس حاكم الدولة ورئيس نظامها – نفس نظام الحكم الذى أخرج النوبيين من أرضهم – فأرادت حكمة الله تعالى أن يبارك عودة النفر القلليل ويحث غيرهم بالعودة وتعمير نفس الأرض الذى أخرجوا منها -- ثم جاء الجاكم الثالث لنفس نظام الحكم " فأهمل أهل النوبة كما أهمل بقية الشعب " ثم كانت " ثورة التحرير وسقط هذا النظام – ونشهد الآن ارهاصات وميلاد " الجمهورية الثانية -- والنظام المصرى الجديد -- وعصبة أخرى ستحكم البلاد ماشاء الله لها أن تحكم من " فترة طويلة أو قصيرة "
نقول أن طائفة من أهل النوبة عادت الى أراضيها – ويحمل راية العودة على مدار الخمسة والثلاثين عاما الماضية – كثير من " شباب النوبة من أدندان وقسطل – الى السيالة والعلاّقى "
ألا يلفت النظر أن الشباب والذين ولدوا " جميعا " فى " وادى كوم أمبو " أو القاهرة والمحافظات – أى أنهم لم " يولدوا وينشأوا " فى النوبة القديمة – وبالطبع " يؤازرهم الكثير من الأجيال السابقة والذين نشأوا فى " الأرض الأم " – هؤلاء الشباب هم الذين يتسابقون " للعودة والتعمير "
ان أستاذ الأجيال الفنان القدير الدكتور / مصطفى عبد القادر – عندما كان " يلوم السد العالى " فى رائعته والمرثية التى تغنى بها النوبيين فى مصر والسودان من " البلابل الى الفنان غازى " على أن السد لم يحافظ على الأمانة والتى أودعها النوبيين عندما " هجروا " من أرضهم وديارهم – فعاتبه بشدة وتساءل فى حزن عميق " هل يلعنه " كما كان قد بادر بالفرح به عندما " أوهموا النوبيين بأنهم ذاهبون الى أرض واعدة " – وعندما عاد الفنان / مصطفى عبد القادر – وفى رحلة الى النوبة السودانية بعد سنوات قليلة من تهجير النوبيين – راح يبحث من على ظهر " البوستة " والباخرة التى يستقلها – راح يبحث عبر البحر النيلى الشاسع عن " الديار – والنخيل – والآراضى الزراعية – والجزر النيلية -- ويتذكر طفولته مع أقرانه وسط الأهل والعشيرة – فتوجه باللوم والعتاب الى " السد العالى "
ولذلك فاننا " ندعوه ونطالبه " بابداع " رائعة أخرى " تنبئ السد العالى والناس – أن أصالة النوبيين هى التى حفظت لهم " تحقيق حلم العودة –-- وتتوالى " مواسم الهجرة الى الجنوب "
ألا يستحق " السد العالى " وما نتج عنه من " اظهار " المعدن النوبى الأصيل والمتمثل فى " الاصرار على تحقيق حلم العودة للأرض – ومن ثم عودة البعض منهم بعيد " لحظات من عمر الزمن " ومثابرة شبابها على الدعوة عبر الندوات والمؤتمرات والفعاليات المحلية والدولية – حتى أذن الله تعالى – أن يتسابق " المرشحون للرئاسة فى النظام الجديد لتقديم الوعود "وحتما سيتحقق منها الكثير باذن الله " وأن " حق النوبة فى العودة فى مواقعها الأصلية – وحصول أهلها على " التعويضات العادلة " عن أراضيها وديارها – وعن تعميرها ونهضتها " الاقتصادية والعلمية والمجتمعة –
نتطلع الى ابداع نوبى يخبر ال " سدلالى " وقد أبقاه الله ولم يهدم – حتى يرى ويشهد " عودة النوبيين الى " قراهم وجزرهم وأراضيهم " لكى يعمروها ويلهوا أطفالها – كما كانوا يلهون --
وبمناسبة تنظيم شباب " منتدى أدندان لاحتفالية كبرى فى نقابة الصحفيين مساء يوم 12 مايو 2012 تحت عنوان " النوبة مابين التهجير والتعمير "
وما شهدناه فى مقر جمعية أدندان بالقاهرة منذ شهور قليلة من عرض الفيلم التسجيلى للرحلة التى قام بها أعضاء جمعية الشرق " تحت التأسيس " لحين احياء " جمعية التكامل " الى منطقة أدندان وقسطل حول بحيرة السد العالى فى أقصى الجنوب حيث الحدود الجنوبية لمصر " المؤمنة " – وما لمسناه من الجدية والحماس من الكثير ممن حضر هذه الأمسية – يجعلنا نتيقن أكثر وأكثر دراسة ورؤية المنطقة الواعدة والزراعة الشاطئية بموقع أدندان وقسطل ومستقبلها الواعد .
ان أستاذ الأجيال الفنان القدير الدكتور / مصطفى عبد القادر – عندما كان " يلوم السد العالى " فى رائعته والمرثية التى تغنى بها النوبيين فى مصر والسودان من " البلابل الى الفنان غازى " على أن السد لم يحافظ على الأمانة والتى أودعها النوبيين عندما " هجروا " من أرضهم وديارهم – فعاتبه بشدة وتساءل فى حزن عميق " هل يلعنه " كما كان قد بادر بالفرح به عندما " أوهموا النوبيين بأنهم ذاهبون الى أرض واعدة " – وعندما عاد الفنان / مصطفى عبد القادر – وفى رحلة الى النوبة السودانية بعد سنوات قليلة من تهجير النوبيين – راح يبحث من على ظهر " البوستة " والباخرة التى يستقلها – راح يبحث عبر البحر النيلى الشاسع عن " الديار – والنخيل – والآراضى الزراعية – والجزر النيلية -- ويتذكر طفولته مع أقرانه وسط الأهل والعشيرة – فتوجه باللوم والعتاب الى " السد العالى "
ولذلك فاننا " ندعوه ونطالبه " بابداع " رائعة أخرى " تنبئ السد العالى والناس – أن أصالة النوبيين هى التى حفظت لهم " تحقيق حلم العودة –-- وتتوالى " مواسم الهجرة الى الجنوب "
اننا ندعوا أبناء أدندان وقسطل فى كل مكان داخل مصر وخارجها -- بالبدء فى الاهتمام الجدى لتعميرها وتفعيل موسم " الهجرة الى الجنوب " .
ان زراعة الآراضى الشاطئية حول البحيرة فى هذه المنطقة – تمهيدا لاعادة تعميرها بعد أن بادر الرعيل الأول أمثال الأساتذة والحجاج / جمال شفا – رمضان كتّة – أيوب عباس – ابراهيم طيب – آل جعفر بقسطل وغيرهم كثير منذ عام 1978 .
ان الخطة الموضوعة من قبل وزارة الزراعة لزراعة المساحة المقدرة بخمسة آلاف فدان بمحطات الرى الثابت -- هذا الى جانب افتتاح ميناء أدندان النهرى وما سيصحبه من انتعاش حركة التجارة والسفر بين " مصر والسودان -- ثم ما بين مصر وافريقيا " وكذا تسيير العبّارة الحديثة لربط " شرق البحيرة وغربها " -- كل هذا يبشر بالخير .
نرجوا من الاخوة الأعزاء القائمين على " احياء جمعية التكامل " من شرح المشروع الكبير والجهد الذى يقومون به أكثر وأكثر – فى هذا المنتدى – وفى كل التجمعات – فى دار الجمعية – وفى كل المناسبات .
نعتقد أن الكثير ليست لديه فكرة عن هذا المشروع – وعند طرحه " باستمرار " على الجميع – سنجد " الكثير " ممن سيشتركون فى المشروع وسيساهمون بالفكر والجهد لانجاحه .
اننا ندعوا كل المتخصصين من أبناء النوبة و من أدندان وقسطل فى " الرى و الزراعة والهندسة -- والتجارة والاقتصاد -- التعليم الفنى والأزهرى -- الشباب أصحاب ثورة التحرير " كل هؤلاء وغيرهم من طوائف الأمة الاهتمام والاسهام بالفكر والرأى – والعمل على تشجيع تعمير هذه المنطقة الواعدة والتى ستستوعب الجميع للعمل فى كل المجالات .
أن الرحلة الموسمية للاحتفال بعيد الأضحى المبارك مع الأهل فى النوبة -- لهى مناسبة عظيمة – نرجوا التحضير لها جيدا ومبكرا – لاستكمالها الى الجنوب – حيث أدندان وقسطل حول البحيرة .
اننا ننادى الأخ الفاضل ابن أدندان وفخرها وقدوة شبابها الدكتور مهندس / نبيل يونس – نائب رئيس هيئة تنمية بحيرة السد العالى – بخبرته العريقة وتخصصه ومجال عمله والذى نعلم أنه لن يبخل بأن يمد الشباب بفكره المسنير وشرح " مزايا وعيوب " التوجه لتعمير " منطقة أدندان وقسطل "
ونرجوا الاجابة على ما يدور فى أذهاننا وغيرنا من تساؤلات :
ان منطقة أدندان وقسطل – تبعد عن مدينة أسوان بما يقرب من 300 كيلو مترا " فالرحلة بالسيارة من أسوان الى مدينة أبوسمبل السياحية 270 كيلو أو أكثر لما يقرب من أربع ساعات – ثم عبور بحيرة السد العالى 12 كيلومتر " عرض البحيرة " – بالعبارة الحديثة لما يقرب من ساعة ونصف .
هل هذه المسافة البعيدة تقف عائقا للتعمير وعزوف الشباب عن التوجه اليها !؟
فما بال الناس يتجهون الى السفر لالاف الكيلومترات وخوض غمار التجربة للعمل خارج مصر ؟
هل قرية أدندان فى منطقة التهجير الحالية – جاذبة للبقاء والعمل والانتاج ؟
فلننظر لمحدودية الأراضى " الزراعية والسكنية فى أدندان خاصة والمحاصرة من كل الجهات بالزراعة والقرى والعزب المجاورة ومدى صعوبة " وقريبا استحالة – توافر آراضى زراعية جديدة – وحتى آراضى لبناء مساكن للشباب " انظر ثمن قطعة الأرض الزراعية " أكثر من خمسون ألف جنيه للفدان – وقطعة الأرض الفضاء للبناء مايقرب من 7 الى عشرة ألف جننه " – ناهيك عن تكلفة شراء منزل من ثلاث غرف بأكثر من 30 ألف جنيه "
ثم تخيل الأسعار بعد " عشر سنوات من الآن عام 2020 مثلا "
وقارن ذلك بمستقبل " منطقة أدندان وقسطل حول بحيرة السد "
سيقول قائل " ماالذى سيهلك الشباب فى تلك " المفازة البعيدة " حيث لا كهرباء ولا مياه صالحة للشرب – لا طرق – لا مرافق – لا حياة اللهم الاّ حياة بدائية أثبتت السنوات الماضية مدى كونها منطقة " طاردة للسكان "
ستأتى الاجابة على الفور : انظر الى الميناء النهرى الذى افتتح فى أدندان حول البحيرة – ليكون بديلا لميناء السد العالى !!!
وهل رأيت العبّارة الحديثة والتى تعبر بالأفراد والمعدات والبضائع والسيارات والشاحنات ما بين أبوسمبل وأدندان ؟
ثم انظر الى افتتاح الطريق البرى شرق وغرب البحيرة لربط مصر والسودان .
ثم أمعن النظر واستشرف المستقبل القريب حين يشرع فى انشاء السكة الحديد من أسوان الى وادى حلفا .
كم هى مساحة منطقة تهجير النوبة فى وادى كوم أمبو -- أليست أقل من خمسون كيلوا مترا من مزلقان بلاّنة حتى كلابشة وعرض من 2 الى خمسة كيلوامترات باجمالى 100 الى 200 كيلوامترا ؟
ألا توجد أربعون قرية نوبية شرق وغرب الطريق البرى من بلاّنة حتى كلايشة ؟
كم هى مساحة قرية أدندان فى تهجير النوبة -- أليست أقل من خمسة كيلوا مترا " مربعا " – وزمام الآراضى الزراعية أقل من سبعمائة فدان تقريبا – وكم عدد سكان القرية -- أليست ما بين ألفان الى ثلاثة آلاف تقريبا ؟
انظر الى مساحة أدندان " حول البحيرة " والى مد البصر ظهيرا صحراويا – ينتظر التعمير لمئات السنين --
انظر الى الآراضى الشاطئية بمئات الأفدنة الصالحة فورا للزراعة حول شاطئ البحيرة --- جنبا الى جنب ما بين خمسة الى سبعة آلآف من الأفدنة تستصلح للزراعة الدائمة فى المستقبل " القريب جدا "
كل هذا الى جانب التجارة والصناعة – والسياحة باعتبارها منطقة سياحية حول البحيرة والهضاب التى من حولها --
هذه دعوة خالصة لوجه الله تعالى بأن يبادر " الجميع " لدراسة هذا المشروع الكبير وليسهم كل برأيه وفكره وجهده " ثم ماله " للعودة الى تعمير أدندان وقسطل حول البحيرة -- ولا نركن الى كم المصاعب التى ستواجه القائمين والمبادرين وأن يصاب البعض ويصيب الباقى بالاحباط .
ان أمامنا فرصة تاريخية لاثبات الوجود والمساهمة فى تعميرجزء غال من أرض الوطن جنبا الى جنب مع اخوتنا وأهلنا من ربوع مصر – فليأتوا للتعمير والعيش معنا – فكما قلنا – فمنطقة تهجير النوبة كلها أقل من خمسون كيلوا مترا -- ثم قارن مساحة النوبة حول البحيرة 270 كيلوا مترا -- وأدندان – خمسة كيلوا مترا فى التهجير حيث تقع ما بين القرى والعزب من أهل الصعيد ومساحتها أكبر بعشرات الأضعاف --
فلنذهب نحن لتعمير أرضنا الأم – مع اخوتنا من الأهل والعشيرة والوطن الكبير .
" وما توفيقى الاّ بالله عليه توكلت واليه أنيب "
فريد فرح
76 74 144 0100
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] القاهرة فى يوم الاثنين 16 جماد آخر 1433 هجرية – 7 مايو 2012