مذكرات الاستاذ مصطفى عبد القادر(الجزء الاول)

كان ذلك فى صيف 1958 عندما قدمت الى القاهره وافدا من القرية للالتحاق بالجامعة بعد ان اكملت دراستى بمدرسة عنيبة

كان الفن يستهوينى منذ صغرى فلم اكن انام كما يفعل الاطفال فى مثل سنى وفى القرية فرح او اى مناسبة عامة فقد كانت المناسبات الطيبة كالافراح تماما ترتبط بالرقص او الغناء وكثير من المراسم والتقاليد التى تضرب فى اعماق التاريخ النوبى العريق

والغريب أننى كنت اشعر برغبة قوية فى حفظ الاغنيات النوبية القديمة التى ترتبط بتلك المناسبات ولازلت احفظ الكثير، منها كما كنت احرص على متابعة التحركات والحكات المنتظمة فى اداء مراسم الافراح والمناسبات ولم يكن يفوتنى الاشتراك بالغناء فى الحفلات المدرسية وجلسات السمر بعد الغروب واذكر ان اول عمل منظم شاركت فيه كان العزف على الة الفلوت والت الترمبيت فى فريق الكشافة الذى كان يشارك فى زفة العريس كبديل للرقص الشعبى الذى كان يواجه معارضة شديدة فى ذلك الحين

جئت الى القاهرة كما قلت فى صيف 1958و كنت سعيدا بما وجدته فى جمعيتنا من تجمع نشط لشباب غيور يعد نموزجا فريدا فى العمل الاجتماعى العام وليس ادل على ذلك من انها (اى تلك النخبة) من الشباب ظلت تعمل متنقلة فى مختلف المواقع حسب السن وظروف الحياه ولا زالت حتى الان هى تلك الوجوه التى لقتتها بدار الجمعية ذات مساء منذ اكثر من 50 عاما

كانت جمعية ادندان من انشط الجمعيات النوبية فى مجالات الثقافة والفن والرياضة وتكفى هنا ان الاستاذ هلال بدر و الاستاذ زين العشماوى (الممثل المعروف) والمخرج التلفزيونى محمد منصور كانوا اعضاء فى فريق التمثيل وكذلك الفنانة الكبيرة القديرة نبيله السيد


انضممت الى ذلك الشباب النشط وبرغم ان معظمهم كانوا يكبروننى باعوام الا اننى وجدت فى نشاطهم ما يشبع هوايتى وبالرغم من اننى كنت جديدا بينهم الا انهم سهلوا لى فى طريقة المساهمة معهم وشجعونى على الافصاح عن موهبتى


(الى اللقاء فى الجزء الثانى)

ما أروعك أستاذي الفاضل/ محرم ..

ذكريات جميلة لشخصية مبدعة أدندانوكية الأستاذ / مصطفى عبد القادر بأسلوب متميز ..

فجزاك الله عنا كل خير أستاذي الفاضل / محرم ..

وفي انتظار المزيد من هذه الذكريات .. وآمل أن يتم تفعيل هذا القسم بالمزيد من المواضيع الجميلة التي تنمي بداخلنا الانتماء لوطننا وقريتنا الجميلة ..