شاع مؤخرا تقرير ان الحضاره والجماعات الشعوبيه النوبيه هى زنجيه افريقيه ، هذا التقريريمكن ان يكون صحيحا اذا اطلق ضمن ضوابط سنتناولها فى هذا المقال ، لكنه فى ذات الوقت خاطىْ اذا اطلق ضمن سياقات اخرى،كالسياق الذى يهدف الى تحويل الانتماء الزنجى(الذى هو فى الاصل انتماء عرقى)والافريقى(الذى هو فى الاصل انتماء جغرافى) الى انتماءات حضاريه، تتناقض مع الانتماءات الحضاريه المتعدده للشخصيه النوبيه(القوميه،الدينيه(... كما فى مذهبى الافريقانيه والزنوجه كعلاقات انتماء حضاريه. اوكالسياق الذى يهدف الى الغاء الانتماء القومى للشخصيه الحضارى النوبيه، استنادا الى خلطه بين الانتماء العرقى والانتماء القومى اللسانى الحضارى، كما فى مذهب العصبيه القبليه العربيه الذى يفهم العروبه فهما عرقيا، والذى يعتبر ان غير العربى بالمعنى العرقى يساوى الزنجى، بينما غير العربى يعنى كثير من الشعوب القبائل الساميه مثل العرب (كالاتراك والباكستان والهنود..) او حتى الاريه (كالالمان والاوربيين) بالاضافه الى الحاميه الزنجيه، هذا المذهب ينكرحقيقه ان الجماعات القبليه ذات الاصول العربيه فى السودان قد اختلطت مع الجماعات القبليه والشعوبيه ذات الاصول الساميه الحاميه(كالبجه والنوبه) او الحاميه الخالصه، وانه لا وجود لجنس لم يختلط بغيره.
حول زنوجة الحضاره النوبيه: ان تقرير زنوجه او حاميه الجماعات الشعوبيه النوبيه يجب ان يلازمه تقرير انها زنوجه اوحاميه مختلطه او نسبيه وليست زنوجه خالصه او مطلقه، فقد تعددت الاراء حول اصل النوبيين، احد هذه اراء يقول بان اصلهم زنجى-حامى، بينما هناك اراء اخرى تقول بان اصلهم غير زنجى- سامى (مصرى، اسيوى(قوقازى)، شمال- افريقى(نوبادى)...) ، والراى الذى نرجحه هو ان للنوبين اصول متعدده متفاعله بعضها زنجى (حامى) وبعضها غير زنجى (سامى) ، بالاضافه إلى تقرير أن الزنوجه هى استجابه فسيولوجيه لمعطيات مناخ المنطقه الاستوائيه ، تنتقل بالوراثه عبر حقب زمنيه طويله ، وليس لها دلاله حضاريه أو اجتماعيه سلبيه (كما يدعى انصار مذاهب التمييز العنصرى) او ايجابيه(كما يدعى انصار مذهب الزنوجه كرد فعل على مذاهب التمييز العنصرى)، فهى لا تشكل وحده اجتماعيه حضاريه، اى ان الزنوج ليسوا أمة واحدة بل يتوزعون على أمم وشعوب وقبائل عدة في جميع أنحاء العالم. فضلا عن ان لفظ حاميين مصدره تقسيم علماء الأجناس البشر إلى ثلاثة أقسام بين ساميين وحاميين وآريين؛ ولكن هذا التقسيم هو تقسيم لغوي وليس تقسيماً عرقياً فقط، فقد ثبت ان هناك الكثير من الجماعات القبليه والشعوبيه والقوميه التى تندرج تحت اطار احد فروع هذا التقسيم من ناحيه لغوبه بينما لاعلاقه عرقيه فضلا عن علاقه اجتماعيه او حضاريه بينها كانتماء الاكراد والسيخ فى الهند والايرانيين والالمان الى ذات الجنس الارى.
حول افريقيه الحضاره النوبيه: ان تقرير افريقيه الحضاره النوبيه والجماعات الشعوبيه النوبيه يجب ان يلازمه تقرير ان علاقة الانتماء الافريقيه هي علاقة انتماء جغرافي قاري، وليس لها مدلول حضاري أو اجتماعي ايجابى او سلبى، بمعنى ان افريقيا ليست وحده اجتماعيه حضاريه ، إذ أنها تضم العديد من الأمم والشعوب والقبائل التي لم يرقى ما هو مشترك بينها (تفاعل مجتمعاتها مع ذات الطبيعة الجغرافية) إلى أن تكون أمه واحده.. كما انها ليست علاقه انتماء عرقى اذ يوجد فى قاره افريقيا الحاميين (كسكان افريقيا جنوب خط الاستواء) والحاميين الساميين (كالسودانيين ككل والنوبيين على وجه الخصوص، والارتريين، والصوماليين ،والاثيوبيين...) والسامين (كالعرب شمال القاره) والاريين (كالاوربيين الذين استوطنوا فى جنوب افريقيا وغيرها...).
منقول من احدى المنتديات