أحاول أن أتغابى لأطبق قول الشاعر الذي يقول أنه: ليس الغبي بسيد قومه ولكن سيد قومه المتغابي ..... وأحاول أن أغض الطرف عما يجري حولي من منغصات ولكن للأسف قوة التنغيص يفوق قدرتي على التغاضي وعندما يتصل الأمر بالجمعية يكون هناك شئ يمنعني من التغاضي ... ومناسبة هذا المقال هو الاجتماع الذي دعا إليه مجلس إدارة جمعية أدندان الخيرية وللأسف الشديد لم يطبق فيه ألف باء التجهيز للاجتماعات ... لم يكن هناك هدف واضح من هذا الإجتماع ولم يكن هناك أدنى تنظيم ولكن كان هناك متحدث واحد فقط هو الذي يدير الإجتماع ويرد على التساؤلات وكأن باقي الأعضاء الموجودين بالمنصة لا يستطيع أي فرد منهم بالرد على الحضور وعلى أسئلة الحضور!!! فلماذا أتوا ؟ وماذا يعملون... أين ثقة رئيس المجلس فيهم.. أأصبحت جمعية أدندان دولة الرجل الواحد؟ الذي يتكلم ويعمل بمفرده؟ فلماذا إذن ننتخب باقي الأعضاء؟ نحن نحتاج بأن نراجع حساباتنا من الأول ... نحن نحتاج بأن نجعل عملية خدمة أبناء أدندان تطوعية وليس بالإنتخاب.. لأن الإنتخاب يأتي بالصامتين ...لا تتعجب أخي القارئ فالصمت أصبح هو الشئ الوحيد الذي ينجح فيه أعضاء مجلس الإدارة والوحيد الذي ينجح في الكلام هو رئيس مجلس الإدارة فقط!!! ومع هذا أبناء أدندان يرجون أن تتفوق جمعيتهم على باقي الجمعيات؟ ... هيهات هيهات.... والخلاصة أن أي من الحضور لم يخرج بنتيجة واحدة من هذا الإجتماع وأتمنى أن أجد أي فرد من الحضور يقول لي بأنه فهم أي شئ وخرج بأي نتيجة من هذا الإجتماع وعندها أتمنى أن يكلمني هاتفيا ويفهمني ماذا جرى .. أعطب أصاب عقلي؟ أم أصبحت غبيا لدرجة أنني لم أفهم ما دار من موضوعات؟
وفي الجانب الآخر مشهد السادة الحضور وهم يلقون بالأسئلة يمينا ويسارا دون أي تحديد لوجهة هذه الأسئلة فتارة يسألون عن السرقات التي تحدث في القرية والأراضي التي تباع في القرية ويسألون مجلس الإدارة عن مسئوليتهم تجاهها وماذا هم فاعلون .... يسألون الصامتون المستمعون فقط لرئيسهم وهو يرد على الأسئلة دون أي تعقيب أو أيضاح ... ألوم هنا السادة السائلون هل حل السادة أعضاء مجلس الإدارة جميع مشكلات أبناء أدندان بالقاهرة لكي تطلبوا منهم نظرة للقرية؟ أتعجب من هذا .. أتعجب من أن أطلب الماء ممن يبحث عنه في صحراء قاحلة بها بحور من السراب ... نتمنى أن نفهم ونعي ما نقول ... فبعد هذا الاجتماع وهذه الأسئلة هل يتصور أن يكون للجمعية بوضعها الحالي أي دور فيما يجري في أدندان القرية؟ أشك في هذا ولا أتصوره .. فنقطة البداية هنا هم أعضاء مجلس الإدارة .... الأساس الذي بنى عليه كل شئ فإذا صلح الأساس سينصلح الحال وستكون هناك مشاركة فعالة وخطوات ايجابية لحل جميع المشكلات .... والعكس... لذا أتصور أن النظام الحالي المتبع في التعيين في مجلس الإدارة أثبت فشله لذلك يجب أن نبدأ في التفكير في الحل البديل ألا وهو الإختيار بالتزكية وليس بالإنتخاب ... فمن مصلحة أدندان إذا أراد أبناءها أن تقوم لها قائمة أن يجعلوا النظام بالتزكية فمن كان عنده ما يعطيه فليتفضل ويخدم ... وأقول للعائلات .. كفاكم خدوشا وشروخا تسببتم في إحداثها بفكركم العقيم وعقلياتكم التي اهتمت بالقبلية وهذا من عائلة فلان ولا فخر وهذا من عائلة علان ماشاء الله ونسوا أن كل ذلك قد عفا عليه الزمان ... فلنتغير كما تغيرت الأحوال من حولنا وإلا..سوف ندهس ونكون متزيليين لقائمة القرى النوبية ... أخواني وأبائي وأخوتي.. سامحوني فالحقيقة دائما تكون بطعم العلقم ولكن لو صدقنا أنفسنا بأننا الأفضل سنكون مخطئين .. فبما وصلنا إليه أعتقد أننا لسنا الأفضل بالقياس بالقرى النوبية الأخرى وأتمنى أن نعي ونتعلم من الدروس السابقة لتكون مدخلاً لمستقبل جميل ينتظرنا جميعا إن شاء الله.
مع تحياتي
عبد الله عقيد