بسم الله الرحمن الرحيم
{ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }
صدق الله العظيم - سورة الحجرات – الآية 10 .
أخوتنا المسئولين عن جمعية أدندان ، وشباب " أحلى منتدى "
نرى فى الأفق بادرة خلاف كبير وتشرذم وتفكك يعود بنا الى مشكلة " امبابة وبشتيل " وربما أعظم وأخطر .
ان ما قام به الاخوين / عبد الله عقيد وحمدى عبد السيد من نقد للقاء مفتوح أقيم فى دار الجمعية ورؤيتهم بأنه لم يكن منظما ولم يخرج بفائدة ، وبأن مجلس الادارة " اختصر " فى شخص الرئيس باجراء اللقاءات والرد على التساؤلات وباقى الأعضاء لا دور لهم ، واذا ما وجهت سهام النقد من الشباب للادارة ينبرى من لا ضمير له " بارهابه واسكاته " ومن قبل أن " النادى الثقافى " أسند لأشخاص من غير ذوى الأهلية --
ثم قيام الادارة للرد على ذلك بالدعوة " للقاء مفتوح " آخر للرد عليهم ودعوة البعض لامكانية " مقاضاتهم" .
نرى فى كل ذلك نذر " فرقة وخلاف كبير "
ان كل طرف سيحشد مؤيديه ووسائله للرد واعادة الاعتبار وربما تتفاقم المشكلة الى ما هو أعظم .
نرى دعوة أولى الرأى والاصلاح لتدارك هذه النتيجة .
ولهذه الأسباب وغيرها ، كانت دعوتنا فى مجلس الادارة ومازلنا بعد خروجنا من المجلس لانشاء كيان معاون للادارة " باسم المجلس الاستشارى " من الشخصيات العامة وأهل الخير والاصلاح فى مجتمع أدندان – للتباحث والتشاور ومن ثم طرح الحلول لكل ما يطرأ من مشكلات بين أبناء أدندان .
نخشى أن تصل الأمور بعد " لقاء الأول من ابريل " الى مرحلة خطيرة من التفكك والتشرذم بين " ادارة " ترى أن الأمور قد وصلت مداها من نقد وتجريح بعيدة عن الروح والتقاليد بوجوب توقير الصغير للكبير لا مواجهة وجها لوجه ولا حتى عبر الاعلام ومواقع الانترنت ، -- وبين " شباب " واعد يرى فى أسلوب الادارة تهميش لدورهم واستهانة بفكرهم .
اننا نتوجه الى الأطراف كلها " المجلس ، والشباب ، وأهل الخير والاصلاح " بالتدخل العاجل " وقبل لقاء الأول من ابريل " لنزع " فتيل الأزمة ، ودعوة الأخوين / عبد الله عقيد وحمدى عبد السيد – بالاعتذار لمجلس الادارة ان كان فى نقدهم لهم " شبهة اهانة " وأن تقوم الادارة بحذف البند الثالث من جدول أعمال اللقاء المفتوح القادم وهو " مناقشة أو محاسبة الأخوين عن مقالاتهم" فى موقع أحلى منتدى لرابطة شباب أدندان وأن يقتصر الجدول على متابعة قرارات اللقاءات السابقة " وما يستجد من آراء "
وجاء فى تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ للفخر الرازي (المتوفى سنة 606 هـ)
قال تعالى: { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } تتميماً للإرشاد إن لم تكن الفتنة عامة وإن لم يكن الأمر عظيماً كالقتال بل لو كان بين رجلين من المسلمين أدنى اختلاف فاسعوا في الإصلاح.
قال: { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } تأكيداً للأمر وإشارة إلى أن ما بينهم ما بين الأخوة من النسب والإسلام كالأب، قال قائلهم:
أبى الاسلام لا أب لى سواه اذا افتخروا بقيس أو تميم .
و عند تخاصم رجلين لا يخاف الناس ذلك وربما يزيد بعضهم تأكد الخصام بين الخصوم لغرض فاسد فقال: { فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ }
نقول قوله { فَأَصْلِحُواْ } إشارة إلى الصلح، وقوله { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } إشارة إلى ما يصونهم عن التشاجر، لأن من اتقى الله شغله تقواه عن الاشتغال بغيره، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: " المسلم من سلم الناس من لسانه و (يده) " لأن المسلم يكون منقاداً لأمر الله مقبلاً على عباد الله فيشغله عيبه عن عيوب الناس ويمنعه أن يرهب الأخ المؤمن، وإليه أشار النبي صلى الله عليه وسلم: " المؤمن من يأمن جاره بوائقه " يعني اتق الله فلا تتفرغ لغيره.
وفى تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور/ البقاعي (ت 885 هـ )
( إنما المؤمنون } أي كلهم وإن تباعدت أنسابهم وأغراضهم وبلادهم { إخوة } لانتسابهم إلى أصل واحد وهو الإيمان، لا بعد بينهم، ولا يفضل أحد منهم على أحد بجهة غير جهة الإيمان.
ولما كانت الأخوة داعية ولا بد إلى الإصلاح، سبب عنها قوله: { فأصلحوا }.
ولما كانت الطائفة قد تطلق على ما هو أصل لأن يطاف حوله كما يطلق على ما فيه أهلية التحليق والطواف، وكان أقل ما يكون ذلك في الأثنين، وأن مخاصمتهما يجر إلى مخاصمة طائفتين بأن يغضب لكل ناس من قبيلته وأصحابه، قال واضعاً الظاهر موضع المضمر مبالغة في تقرير الأمر وتأكيده، وإعلاماً بأن المراد بالطائفة القوة لا الفعل بحيث يكون ذلك شاملاً للاثنين فما فوقهما: { بين أخويكم } أي المختلفين بقتال أو غيره كما تصلحون بين أخويكم من النسب، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير،
{ واتقوا الله } أي الملك الأعظم الذين هم عباده في الإصلاح بينهما بالقتال وغيره، لا تفعلوا ما صورته إصلاح وباطنه إفساد،
وقوله تعالى: { لعلكم ترحمون * } أي لتكونوا إذا فعلتم ذلك على رجاء عند أنفسكم ومن ينظركم من أن يكرمكم الذي لا قادر في الحقيقة على الإكرام غيره بأنواع الكرامات كما رحمتم إخوتكم بإكرامهم عن إفساد ذات البين التي هي الحالقة، وقد دلت الآية أن الفسق بغير الكفر لا يخرج عن الإيمان، وعلى أن الإصلاح من أعظم الطاعات .
" وعلى الله قصد السبيل "
أخوكم / فريد فرح .