النوبه بين المخاض والألم ومن تانى بنتولد
حكمه اليوم :-
البحث عن جثث رفات اجدادنا اصبح سهلاً ... لأن رائحه الأحياء الشرفاء منا تفوح بالأمل .
النوبه بين لوحه الشرف ولوحه القرف :-
بدأت الأرض تتزحزح شيئاً فشيئاً مسفره عن زلزال عظيم قادم ومنذره عن مارد نفض عن نفسه غبار زمن بعد طول سبات وغياب ، بعد ان غيبته دهور الهجره والغربه والتهميش ،بفضل الجلادين الذين حكموا مصر ، والمارد الذى نتكلم عنه اليوم وهو المارد النوبى الذى بدء يخطو ويسرع فى كل إتجاه فارشاً زراعيه على مشارق الأرض ومغاربها لينشد حلم العوده ، إلى النوبه القديمه مع كل ابناء المحروسه الشرفاء شركائنا فى الإنسانيه ، وبعد ان تلاعبت الحكومات المتعاقبه بمصائر ابناء النوبه ، فها هو اليوم انتفض المارد النوبى الذى قضى على مضاجع خفافيش الظلام ، والأن نسمع اصوات عويلهم فى الصحف والتلفاز ، ونحذر ابناء النوبه من مخالبهم. ( الثوره المضاده ) وقد حفر شباب النوبه تاريخاً جديداً ناصعاً لا ظلم فيه ولا زور ولا بهتان ، لقد عشنا وعايشونا قيادتنا السابقه (العهد البائد ) فى كذبه كبرى عمرها ثلاثون عاماً ، فالنوبه اليوم تسطر لرجالها وشبابها الشرفاء والأحرار ( لوحه شرف ) لأن التاريخ كما يقال ليس اعمى ، فهو يعرف لمن يكتب ، فلا يكتب التاريخ إلا للعظماء الذين كانت لهم بصمه فى هذه الحياه ، اما ( لوحه القرف ) فهم من ارباب الضلال والكذب والتدليس والخداع فهؤلاء يعيشون على هامش الحياه ، ولا يتشرف النوبه و التاريخ بهم بعد اليوم ، واليوم لاءات الشباب تتبعها لاءات ، لا لتدليس الحقائق بعد اليوم ، ولا للأفكار الخرفه المنحرفه بعد اليوم ، ولا للإستبداد الفكرى وخفافيش الظلام بعد اليوم ، فالنوبه لا تريد شيئاً إلا ان يومها وحاضرها وغدها افضل لكل النوبيين وان تكون النوبه غداً سله غذاء لكل المصريين.
محافظ اسوان يسبح ضد التيار:-
إذا كانت السياسه يا سياده المحافظ هى فن الممكن ، فما الذى يجعلك ان تسبح ضد التيار وترفض قراءه التاريخ القريب والبعيد ، واين مستشاريك يا سياده المحافظ ؟ وكيف تنسى يا سياده المحافظ ان الشعوب هى الباقيه ؟ ولماذا تسافر يا سياده المحافظ فى قطار الأمس ولا تسافر مع ابناء النوبه فى قطار المستقبل والغد ؟ ولماذا تسير يا سياده المحافظ إلى الخلف وليس إلى الأمام ؟ انا لا اتصور ان هناك سياسى او مسئول فى مصر لا يرى عله النوبيين او سبب غضبهم إلا سيادتكم الذى يرى كل شيئ عن النوبه من ثقب الباب ، فالنوبه فاقت من نومتها وكبوتها وغفوتها وغيبوبتها يا سياده المحافظ فأصوات المتظاهرين والمعتصمين فهى اصوات حقيقيه ، تعبر عن كل صوت نوبى حر يحلم بالعوده ... ام تريد ان يظل النوبى مهاجراً ، ومجروحاً ، وصابراً ، وان يعيش النوبى على جناح الألم رحالاً ومسافراً ، فها هى صرخاتنا يا سياده المحافظ ، وعقيمه تلك الصرخات التى لا تلد من رحمها ومضه امل لتنير لنا عتمه النفق المظلم لنوبتنا ، فالحقوق يا سياده المحافظ لا توهب لأنها ليست صدقه وإنما تؤخد باللين ( المحاكم الشرعيه ــ المفاوضات ) او تنتزع بالقوه لأنها حق ( فعوده النوبيين حق )
يا ليله عودى تانى .. يا ليله كونى تانى:-
يجب علينا ان نفيق من هذا الكسل العقلى وان نتوقف من تخدير انفسنا بأنفسنا ويجب ان نتعلم من الماضى بأن نفكر ونباشر فى ترجمه الأفكار ومازلنا نعيش على الجانب المظلم فيما بيننا ، ولماذا ننام حتى يوقظنا فشل أخر ؟... وندور جميعاً فى فلك مظلم " س "..أو ص" والقائمه تطول ، فأتمنى ان ينعم الله علينا نعمه العقل .. لأن العوده على الأبواب .. ولا نريد من الأن الدخول فى كهف منعزل لا قرار له ولا عنوان .. ولا نريد ان نغلق كل المنافذ الموصله إلينا ولا بد ان نتفق لكى ننطلق نحو حلم العوده .. لأنها باتت قريبه ، فاليوم نحن الكبار مطالبون امام الأجيال القادمه وبموجب الأمانه التى ينبغى ان نحملها ، والمسئوليه التاريخيه التى تلقيها على اعناقنا تحديات الأقدار التى تمر بها نوبتنا الحبيبه الأن ، ان نهيئ الظروف والأجواء والمناخ والنصيحه لهؤلاء الشباب ، ومطالبون ايضاً بإكتشاف وخلق وصناعه قيادات ورموز جديده والتفتيش عنها بين كوادرنا الشبابيه وما اكثرهم ، ولولا الركام الذى كان يغطيهم ، والغبش الذى كان يخيم عليهم ، بل التهميش والهزيمه النفسيه التى عششت بداخلهم حتى غفلنا عنهم ، بل ربما حاربناهم عن قصد او دون قصد ، حتى فقدنا ان يوجد بينهم رمز جديد ، واليوم نحن الكبار لا بد من إنكار الذات ، فإذا كنا نريد خيراً للنوبه ونعمل من اجلها ، من اجل هذا الهدف الأسمى وهو صناعه الرمز، فلا بد من إبراز الكوادر المميزه من الشباب وإعدادهم بشكل جيد ، وإختيار وخلق بيئه مناسبه لهم . دون تحيز للقوميات ، او العصبيات ، او العنصريات الضيقه وتحت شعار ( نوبيون بلا حدود ) وعندها اقول بذوغ النوبه من جديد ... ومن تانى بنتولد.
الصبر مش بن ليله :
لأن النوبي شخص وهب نفسه للحياة وندر نفسه لخدمة المثل الإنسانية لأنه متأكد من ذاته عارف قدره ومقداره إنه يحترم نفسه ويجعل من حياته حياة إنسيابيه متميزة . . وفخور بذاته وبنوبيته ويقتدي بأجداده وآباءه ومن سبقوه في مضامير الرقي والتقدم فيكتسب من قدراتهم عونا له في تجاربه الحياتية لأنه يستعير منهم الصبر ويتخذ من سيرتهم العطرة نبراسا يستضئ به كلما انعقدت بصيرته في حوالك الظلام أو حينما تتعقد الأمور وتداخلت عليه الأزمات فهو قادر أن يتقدم نحو هدفه بكل صبر ومثابرة وعزم واطمئنان .
سؤالى للجميع:-
ليه ساعات نشوف فى العتمه وساعات كتير نتوه فى النور ؟ هل تريدون وطناً معنوياً ؟ .. ام وطناً حقيقياً
معنى الوطن المعنوى:- الوطن الذى نعيش فيه الأن فى نصر النوبه.. وطن لاطعم له ولالون ولاشكل.
معنى الوطن الحقيقى:-ان السياده لنا فى كل اراضى النوبه بصياغه برامج سياسيه وإقتصاديه وإجتماعيه..وأن تصنع الحدث بنفسك.
بين المخاض والألم من تاني بنتولد :
الصمت . . صمتت النوبة وهي في زرفة ألمها ..دون أن تولول.
الصمود . . صمدت النوبة والأرض تهتز من حولها ومن فوقها ومن تحتها .
الصبر . . صبرت النوبة لأنها كانت بين الألم وبين المخاض لكي تكون أكثر نضوجا وأكثر قوة من زى قبل . . وعاشت لحظات كثيرة بين الجوع والعطش ورافضة لصراخ الألم . .لأنها عاشت على حلم الغد .
الحلم . . العودة مازالت هي حلم الحياة ومهما كبر صوت الألم على مر السنوات الماضية فاليوم نعيش على صوت الحلم والحياة . . وعندما كانت تصرخ النوبة من شدة الألم دون اكتراث من الحكومات المتعاقبة ( ولا حياة لمن تنادي ) وكأن النوبة غير قادرة على تحديد ما إذا كانت تعاني من مخاض زائف أو مخاض حقيقي حتى ينتهي الألم وأن تبدأ في المخاض الحقيقي .
فالمخاض الحقيقي . . أكثر ألماً . . وأكثر حدة . . وهو ضرورة لميلاد فجر جديد في النوبة .فالنوبة بالأمس صارعت الموت لكي تهب لأبنائها الحياة . . وكرامة الحياة .فعاشت النوبة الآلام متلاحقة من الهجرة الأولى إلى اليوم قرابة قرن . . وهي تقاوم دون سند لها . . أو معين يساندها . . وزاد الألم عليها . . فنادت ربها . . لمن تتركنا . . وإلي من تكلنا .كانت النجوم تراقبنا . . وكأنها تتساءل ؟ . . وجاءت الإجابة بفجر جديد يبهجنا . . ومن أول الليل أحسست إنني على أبواب شيء جميل . . وزاد أملي مع مرور الساعات . . وجاءت تباشير الفجر الجديد .
نعــــــم . . الفجر الجديد أيها النوبي الجميل . . الفجر الجديد الذي كنت آمله . . وسعينا جميعاً من أجله . . أطل علينا بشموخ النوبي وهيبته . . أحاطني لكي يأخذ بيدي نحو الآفاق . . بحق نحن في فجر جديد .
أيها النوبي الجميل . . انحنت الشمس نحو مغيبها . . وتلاشت رويداً رويداً خلف أشجار النخيل . . لكي تمحو لنا ذكرياتنا الأليمة وأوجاعنا في بلاد المهجر . . فسيرخي الليل سدوله قريباً . . وسينجلي الليل الطويل من حولنا . . ويبزغ مكانه فجر جديد . . أكثر إشراقا . . أكثر شموساً على نوبتنا .
فكم أنت رائع أيها الفجر الجديد ! ! . . . تحمل إلينا في الأفق البعيد . . ضحكة النوبي الوليد .
أيها النوبي الجميل . . مع الفجر الجديد سوف تتغير طقوسنا للحياة التي اعتدنا عليها . . ولن نذوق مرارة الوجع والألم . . ولن يلقي الحزن سلامه علينا مرة أخرى . . لأننا أرغمنا الحزن أن نبني بالحزن أوطاننا .
حتمــــــــاً . . سنعود إلي ديارنا . . إلي نخيلنا . . إلي سواقينا . . إلي شواشي النخيل والدوم . . إلي شمندورتنا الغالية . . إلي طائرنا المغرد( سيا سيا ). . إلي عطرنا الأريج( الصندليه) . . إلي أرجوحة مراكبنا . . إلي أسمر اللونا. . والله لون يا لون . . إلي رائحة رفات الأجداد . . إلي ليالي المسك العتيق .
أرض النوبة . . تبوح بساتين . .قمح وياسمين :
أستعد لملاقاة من زرفنا لأجلهم الكثير من الدموع . استعد . . لا تختبئ خلف الستار . . استعد يا من مضغت الألم في صمت . .استعد للحوش الكبير والرملة . . استعد جوة البيت حنزرع نخله . .استعد لشاي العصاري . .. . استعد لصوت السواقي . . استعد لصوت الونيس . . استعد لجرس المعيز . . استعد لطقطقة فرن الخبيز . . استعد حيفرش القمر المصاطب . . ويرسم للضوء خيوطه . . وحيرسم للحالم شطوطه . . و حيفرض النوبي شروطه . .وترجع الغنوة لصوته . . وتنكسف شمس المغارب . . وتحدف النسمة الضفاير . . ويرجع الصبح المسافر . . استعد حتتملي الأجران بغلة . . وتضحك الأغصان فراولة . . وتفرش الأرض بضلة . . وتلضم الأطفال بشلة . . استعد الضحكة حتكون زي ضلك . . ومش حتفارق ملامحك .
استعد أيها النوبى الجميل . .
حتروي النوبة بعرق العافية . . وأرض النوبة تبوح بساتين . . قمح وياسمين .
وكل عام وأنتم بخير
يحى جوفانى