علوبة قسطل
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 26/12/2009 العمر : 59
| موضوع: قصة النوبة مع السد من الالف الى الياء السبت ديسمبر 26, 2009 11:55 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الكثير من الأجيال المعاصرة لا تعرف عن النوبة سوي
الأسم فقط ، لعدم رؤية النوبة القديمة خلف السد
ومعرفة كل ظواهره وخصوصيته وعاداته وتقاليده المتوارثة
منذ زمان الأســـلاف .
كان مناخ النوبة قديماً صحي جداً برغم قسوة الطبيعة والمكان
وشدة الحرارة في فصل الصيف لاسيماً في البقاع الصحروية الضيقة
، ولعل السر في ذلك جفاف الهواء والصحراء الشاسعة والجبال
الممتدة بقرب نهر النيل ، وكان أخطر الأمراض التي مرت بالنوبة
مرض الجدري ذلك المرض الفتاك الذي فتك بالناس من الشمال للجنوب
وفي كل أرجاءها بسبب قلة التطعيم في النوبة والعزلة التي تعيش
فيها من أغلاق وحرص من دخول الغرباء اليها .
طبيعة الرجال في النوبة عموماً ذو أجسام قوية وتقاطيع وسيمة
وهم أقصر قليلاً من المصريين ، لا شوارب لهم ولحاهم صغيرة
ولا تتجاوزأسفل الذقن ، وكل ما كان الوادي كبير للزراعة
وميسور الأهالي علي سعة من الرزق تجد أطول قامات وأضخم
أبداناً بعكس البقاع الصخرية والتي لا تتجاوز عرض الوادي
فيها عن عشرين يارة أو ثلاثين ويكاد بعض الرجال في القري
الضيقة هيكـلاً وهزيـلاً .
أما النســـاء فقد ذكر ( الرحالة بوركهارت )أنهن قامات بديعة
ووجوه طلقة وأن لم تكن جميلة في الشكل تجدها لطيفة في غاية اللطف ،
بل أنني رأيت بينهن نساءاً بارعات الجمال ولست أشك أن الجمال سمة
موجودة بينهن وأذا قل نسبة الجمال فذلك يعود للعمل الشاق الذي
يقمن به منذ الطفولة فشئون البيت كلها موكولة إليهن ، أما
الرجال في الزراعة والنساء في جلب المحاصيل والتربية والنظافة
ورعي الماشية والمشاركة في موسم الحصاد وبذر البذور ، لذا وجدت
نساء النوبة أعف نساء الشرق قاطبة وعفهن أجدر بالأشارة ، لما
كان ينتظر تأثرهن بالمجتمعات الأخري الذي يشتد فيها الرزيلة
والبغاء ، وفي أثناء مكثي في أسنا في ما بين 1798 إلي 1801 م
كان الفتيات يأتين إلي مسكني كل صباح لبيع اللبن وكانت المصريات
منهن يقتحمن فناء الدار في جراة ويسفرن عن وجوههن وهو مسلك
يفهم منه عرض أنفسهن للرزيلة ، أما النوبيات والكثير منهن يقمن
مع أسرهن في أسنا ويقفن علي أعتاب البيت متأدبات ولا يتجاوزنها
بحال من الأحوال ويأخذون ثمن اللبن وهن مقنعات .
ومن الأمور الجميلة أن يدفع الكنزي عادة أثني عشر محبوباً ثمناً
لعروسه وهو ما يعادل 36 قرش ، ويقل ذلك المبلغ في المناطق
النوبية الأخري وقد تزوج العبابدة الكثير في بلاد النوبة وكان
مهر العروسة 6 أبل تعطي لأبيها ثلاثة أبل وتأخذ هي الثلاثة
الباقية مع زوجها وأذا طلقت أخذ الزوج ثمن نصفها وأذا أصرت
المرأة علي الطلاق يستولي الزوج علي كل جهازها وتحلق المرأة
رأسها ، مع أن الطلاق كان نادر الحدوث في ذلك الزمان .
تقوم النساء في النوبة بعمل الأنوال الصغيرة لغزل العباءات
من الصوف الخشن والقماش القطني يصنعون منه القمصان وكذلك
يصنعون من سعف النخيل الحصير ( البرش ) والأطباق التي توضع
غطاءللخبز والصواني والسلات التي يوضع فيها البلح والفشار
والحلويات وسلات كبيرة لحمل الأشياء فيها والتخزين ، ويصنعون
من بواقي الأقمشة سجاد للصلاة والفرش للجلوس عليها وتزين
الغرف الداخلية للبيت النوبي .
النوبيين يتصفون بالرقة واللطف والعزوف عن السرقة وهي رزيلة
معروفة في باقي المجتمعات المصرية وخصوصاً الأقاليم الواقعة شمال
أسيوط ، وتكون معدومة لان حكمها في بلاد النوبة النبذ والطرد
النهائي بدون رجعة من القرية وكل البلاد الأخري بالأجماع .
أما الكرم وحسن الضيافة سمة معروفة في كل البلاد النوبية
أما الكنوز والسكوت لهم طباع الفضول في سؤال الغريب القادم
اليهم بوابل من الأسئلة والأستفسار والمهمة التي جاءوا من أجلها .
يمتاز النوبيين بالجراة وحب الأستقلال وشدة التعلق بالأرض والحفاظ
علي التراث والهوية واللغة ، ومنهم مما يدرك اللغة العربية يحافظ
علي الصلوات كل يوم وأما من يجهل الحديث بالعربية يصلي ولكن
لا يعرف غير التهليل والتكبير ، وقد حج الكثير منهم عبر طريق
سواكن مكة .
كان سكان النوبة من أسوان إلي حدود المحس الجنوبية عبر أقليم
طوله 500 ميل ومتوسط عرضه نصف ميل وبعد سكان يتجاوز
المائة وخمسين ألف شخص في ذلك الزمان .
عندما يشب الطفل في النوبة يعدو لهمـه الأول بشراء مدية معقوفة
صغيرة يلبسها الرجال مشدودة إلي المرفق الأيسر تحت الثياب وعند
أنتقال النوبي من قرية إلي أخري يحمل معه العصا المكسو طرفها
بالحديد ( نبوت ) أو رمح ودقته وطول الرمح خمس أقدام بما فيه
سنه الحديدي ، أما الدرق فتتفاوت أحجامه فمنها المستدير
ذو السرة في وسطه ومنها ما يشبه الدروع المقدونية القديمة بطول
أربعة أقدام وله طرفان مقوسان يكادان تغطيه البدنة كله ،
وتصنع الدرقات التي يبعها عرب الشاقية من جلود فرس البحر
ولا تؤثر فيها رمية رمح أو ضربة سيف ، وكذلك يعتني منهم
القادر مادياً علي شراء السيوف وهي شبيه بسيوف الفرسان
في القرون الوسطي لها نصل طويل ومستقيم عرضه بوصتان والمقبض
علي شكل الصليب وقرابها من الطراز بعرض أسفاه ويدق رأسه
وهي صناعة ألمانية كان يبعها التجار المصريين للنوبيين بأسعار الجزء الثانى: مــــــوت نـــــوبـــة تحــــت الســــــــــد العــــالــي
نبحر عبر النيل في رحـــــلة حزن بكاء حسرة ألم تعصر القلب وتمزق كل الكيان وتفتك بالوجدان من سد كتب نهاية نوبة قامت ونمت وترعرعت في هذا المكان عاشت كل زمانها فخر الحضارات شامخة البنان ونبع السلالات وفجر التاريح وأرض الحكايات ومن الخزان إلي السد مأسة لم يسجلها التاريخ من قبل وعبر أثنين وستون عام ظلت تقاوم وتقاوم الطبيعة وجبروت إنسان صامدة تقاوم الفناء وأنهارت من لغة القسوة والتشرد بين البلدان بدأ من 1902 ثم 1912 ثم 1933 وجاءت النهاية المدوية القاسية عام الحزن والضياع عام الهجرة قسراً وبدون مقدمات ودون أختيار أو أرادة كبشاً للفداء ، نمر ولا أثر للبلاد الجبال التي كانت شامخة في النوبة أستقرات في القاع قاع النيل الذي ظل يصرخ طوال الزمان لقد ضاق صدري وتبعثرت أنفاسي من شدة الأحمال لقد رأيت غرق توأم روحي بين الأحضان ولو أعرف الغيب لجففت مائي وأكون مثل الصحراء لا ماء لا زرع فداءاً وحباً وعشقاً للأرض التي علمتني معني الحنان . يأبناء النوبة أرفعوا عيونكم صوب السماء وأيديكم إلي رب العباد وقراءة الفاتحة ترحما ورحمة للنوبة التي ماتت شامخة الوجدان ونروي لكل الأجيال جيلاً بعد جيل هنا في هذا المكان كانت قري ونجوع وبلاد سطرت التاريخ ورسمت ملامح الأجداد قابعة في قاع النيل تحمل القري والمعابد واللغة والكيان والتاريخ وحضارة أمم عظماء وتصرخ بصوت يزلزل الأرض والسماء آه والف آه من غدر الزمان وقسوة سجان .
فكرة السد العالي راودت أحلام الكثبر عبر الأجيال السابقة والمعاصرة منذ زمن بعيد لكون النيل يأتي في فصل الفيضان كل عام بكميات غزيرة وكثيفة تتدفق علي جوانب النيل تهدد وتغرق بلاد النوبة وتهلك الحرث والنسل في طريقها نحو الشمال صوب البحر الأبيض المتوسط دون أنتفاع في حين يشح الماء في فصل الصيف كل عام . لذلك برزت فكرة أنشاء السد العالي في أسوان وفوق أرض النوبة لتحمي مصر وتشرد النوبة كبش الفداء وتتولد من قوة المياه قوة كهربائية هائلة تساعد في تنمية البلاد والأزدهار والتقدم والتحكم في مسوب الماء والتوسع في الرقعة الزراعية والصناعية .
جاءت ثورة 1952 م وأخرجت الفكرة من دائرة الخيال إلي الواقع وقررت قيادة الثورة دراسة المشروع وتنفيذه وقد أسهمت التقارير ضرورة التنفيذ فوراً من الناحية الأقتصادية لصالح لمصر بعدها شكلت لجنة فنية تضم خبرة الأساتذة والخبراء العالمين المتخصصين في تصميم السدود وقامت الدراسة بمسح شامل للمشروع وأنتهت الدراسة في ديسمبر 1954 م وقررت الدراسة سلامة المشروع من جميع النواحي الفنية والأقتصادية بدأت بعدها المشاورات مع الحكومة السودانية حسب المعاهدات والأتفاقات الخاصة بشأن الأنتفاع من مياه النيل وكانت مصر والسودان تحتاج إلي 52 مليار متر مكعب سنوياً حصة مصر حوالي 48 مليار متر مكعب سنوياً وحصة السودان حوالي 4 مليار متر مكعب سنوياً وكان متوسط ايراد النيل سنوياً 84 مليار م3 وينخفض إلي 45 مليار في وقت نقص المياه مما يعرض المحاصيل الزراعية إلي القحط والجاف ويترفع مسبوب النيل مع الفيضان إلي حد 150 مليار متر مكعب تغرق وتدمر وتتلف المحاصيل وتغرق الخزانات بما فيها خزان أسوان الذي لايستطيع حجر المياه والذي انشيء عام 1902 ونتج عنه أقامة بحيرة صناعية كبري طفت علي كل الأراضي الزراعية بجانب النيل وغرقت وغمرت معبد فيــــــلة .
وتم تعلية الخزان عام 1912 وأرتفع منسوب المياه إلي 113 م وتم عمل تعلية ثانية عام 1933 م أرتفع منسوب المياه إلي 121 م فغرقت الأراضي المحيطة بها وشردت عدة الأف من سكان النوبة نحو شمال الشلال داخل الأراضي المصرية ونحو الجنوب داخل الأراضي السودانية . أنتهت أتفاقية النيل بين مصر والسودان عام 1959 والتي تقضي بتوزيع مياه النيل الأضافية بحوالي 22 مليار م 3 حصة مصر 7 مليار م3 وحصة السودان 14 مليار م3 وتقوم مصر علي هذا الأتفاق بدفع مبلغ 15 مليون جنيه للسودان تعويضاً لها عن الأراضي الزراعية التي تغمرها مياه النيل بعد السد العالي في الشطر السوداني وتتعهد الحكومة السودانية بتهجير أهالي وادي حلفا قبل نهاية شهر يوليو 1963 م .
كانت تكاليف مشروع السد العالي كبيرة ومكلفة لذ فكرت الحكومية المصرية في الأستفادة بقرض خارجي يستخدم في أستيراد الأدوات والمعدات اللازمة للأنشاء ووحدات توليد القوي الكهربائية وأبدي البنك الدولي أستعداده للأنشاء والتعمير وتمويل المشروع مع بعض الدول الأخري يعد دراسة المشروع أقتصادياً وفنياً ولكن تدخل أمريكا وضغطها علي البنك الدولي سحب العرض المطروح في 19 يولية 1956 م إلا أن الرئيس عبد الناصر أصر علي بناء السد العالي والسير قدما في تحقيق الحلم المصري فقرر تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956 م والتي كانت الضربة القاضية لدول العالم الغربي وخصوصاً أمريكا التي أعلنت الحصار الأقتصادي علي مصر وقيام العدوان الثلاثي 1956م .
كان أصرار الرئيس جمال وراء الأتفاق مع الأتحاد السوفيتي في 27 ديسمبر 1958 م علي تمويل المشروع وتقديم القرض الأول الذي يستخدم في تنفيذ المرحلة الأولي وكان لهذا الأتفاق الصدمة القاسية لكل دول العالم المعارضة لفكرة بناء السد العالي سياسياً حتي تم توقيع الأتفاق الثاني مع الأتحاد السوفيتي في 27 يوليه 1960 يقدم منها القرض الثاني لاتمام مشروع السد العالي وقدرت تكاليف بناء السد العالي وأنشاء محطو توليد كهرباء ومد الخطوط الكهربائية بمبلغ
213مليون جنيه موزعة كالاتي :
تكاليف بناء السد العالي حتي مرحلته النهائية 85.5 مليون جنيه
تعويض أهاي وادي حلفا بالسودان 15 مليون حنيه
تعويض أهالي النوبة عن البيوت والأراضي 5 مليون جنيه
تكاليف محطة توليد الكهرباء 57.5 مليون جنيه
تكاليف مد خطوط الكهرباء 50 مليون جنيه
الأجمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــالــــــي 213 مليون جنيه
لقد نص الأتفاق المصري السوفيتي علي مرحلتين
المرحــــــلة الأولـــــي تتكون من ---
1 -- حفر قناة التحويل
2-- حفر الأنفاق الرئيسة وتبطينها بالخرسانة وبناء مداخلها العلوية حتي منسوب 146 م مع حفر الأنفاق المائلة التي توصل نفقين أثنين من الستة بعد خليهما العلويين مع تركيب بوابات مداخل جميع الأتفاق وروافعها .
3-- وضع أساسات محطة الكهرباء والأرتفاع بمبانيها من الخرسانة حتي منسوب 118 م و أنشاءحوض التجميع ومحطة طلمبات النزح وبذلك يمكن تركيب البوابات الخلفية وتخفيف مواقع العمل بالمحطة والأنفاق لاستئناف العمل بها في بقية مراحل التنفيذ .
4 -- بناء جسم السد إلي منسوب 135 م أي بأرتفاع 50 م فوق قاع النيل يما يسمح بحجز مياه حتي منسوب 127 م . وقد أعد البرنامج بحيث ينتهي جميع الأعمال المبينة في البنود الثلاثة في 15 مايو 1964 م كما يتم الأرتفاع بجسم السد إلي حد يسمح بتحويل مجري النيل في نفس التاريخ مع الأستمرار في أستكمال المرحلة الأولي من جسم السد حتي ينتهي في نوفمبر 1964 م وبذلك يمكن حجز 9 مليار م3 من الماء أمام السد العالي عام 1964 م بزيادة مقدرها 4 مليار م3 .
المــــــرحــــــــــــــــلة الثـــــــــــانيـــــــــــــــة
الأستمرار في بناء السد العالي تدريجياً حتي عام 1968 م
وقد نص التدريج علي النحو التالي
عام 1964م حجز كمية 9 مليار م3
عام 1965 م حجز كمية 11 مليار م3
عام 1966م حجز كمية 13 مليار م3
1967 م حجز كمية الفيضان بالكامل ويبدأ ملء السد العالي .
أما محطة الكهرباء سوف يتم بناءه عام 1968 م وسيتم توريد تركيب وحدات التوليد وأعدادها للتشغيل بمعدل 3 وحدات سنوياً أعتباراً من عام 1967 م حتي يتم تركيب الـ 12 وحدة
عام 1970م وفي نفس الوقت سيتم تركيب أحد خطي الكهرباء 500 كيلو فولت من أسوان إلي القاهرة عام 1967 والثاني عام 1968 م وأنشاء محطات المحولات وبقية خطوط النقل والتوزيع الأخري ذات الضغط العالي والمتوسط عام 1967 م وبذلك يمكن الأنتفاع بوحدات التوليد التي يتم تركيبها أول بأول .
مميزات السد العالي
1- توسيع الرقعة الزراعية بمساحة 1.3 مليون فدان جديدة أي حوالي 25 % من المساحة الحالية
2- تحويل 700 الف فدان من أراضي الحياض إلي ري مستديم .
3- ضمان المياه الكافية للمساحات الزراعية الحالية والجديدة بدون التعرض لأخطار الجفاف في السنوات الشحيحة للايراد .
4- وقاية البلاد من أخضار الفيضانات العالية التي تهدد الحرث والنسل والتي تكلف الدولة أموالاً طائلة كل عام في أنشاء السدود وتقويتها .
5 - زيادة أنتاج الأراضي الزراعبة بتحسين وسائل صرفها نتجية لخفض منسوب المياه الجوفية .
6- التوسع في زراعة الارز للتصدير .
7 - تحسين الملاحة النيلية وجعلها عل طول النهر بأكمله طول العام مما يخفف العب علي وسائل النقل الأخري.
8 -توليد طاقة كهربائية جديدة تصل إلي 10 مليار كيلو وات ساعة سنوياً يستخدم في أغراض التوسع الصناعي والزراعي وزيادة الأنتاج محطة توليد الكهرباء من خزان أسوان وتنظيم القوة المولدة منها
9-توفير حوالي 2.5 مليون طن مازوت سنوياً.
10 - توفير العمة الصعبة نتيجة الأستغناء عن كثير من المواد المستوردة
مـــــزايــــا مشروع السد العالي بالنسبة لحكومة الســــــــــــــودان
1- التوسع الزراعي في حوالي ثلاثة أمثال المساحة المزروعة في الوقت نفسه
2- ضمان أحتياجات الري لتجميع الأراضي الالمنزرعة حالياً والمستجدة .
3- التوسع في زراعة القطن الطويل التيلة .
4- الأنتفاع من السدود التي تقوم الحكومة السودانية في أنشائها وأستغلال سقوط المياه
منها في توليد الكهرباء .
5- زيادة الدخل السنوي للحكومة والدخل القومي من الزراعة بحوالي 20 % .
6- أمكان ملء الخزانات التي تقيمها السودان من المياه الزائدة نسبياً مما يقلل من تأثير من خلال هذه المزايا يتضح الزيادة في الدخل القومي والدخل الحكومي نتيجة قيام مشروع السد العالي والمشروعات المترتبة عليه .
السد العالي عبارة عن سد ركامي يغلق مجري نهر النيل بعد 7 كم جنوب خزان أسوان يتحكم في مرور المياه من الخلف إلي الأمام عبر الأنفاق الستة الموجودة في جسم السد عبر بوابات حديدية يتفرع كل نفق إلي فرعين ليصبح الفروع 12 فرع نصب في محطة كهرباء تغذي كا منها وحدة كهربائية .
يبلغ طول السد حوالي 3600 متر منها 520 بين ضفتي النيل ويمتد الباقي علي هيئة جناحين علي جانبي النيل يبلغ طول الجناح الأيمن 2325 م من الناحية الشرقية وطول الجناح الأيسر 755 م من الضفة الغربية ويبلغ أرتفاعه 111 م فوق قاع النيل وعرضه من القاع 980 م وعند القمة 40 م وهي عرض الطريق فوق السد ويبلغ منسوب المياه 85 م فوق سطح النهر إلي منسوب 196م وأعليمنسوب يحتجزه المياه أمامه 182 م بعمق أقصاه 97 م ويسمح بمرور 2400م3 في الثانية ويبلغ طول المخزون المائي خلف السد حوالي 500 كم جنوباً ومتوسط عمق 10 كم ومساحة مسطحة 5000 كم تغرق بذلك كل بلاد النوبة المصرية والسودانية وتجبرهم علي الرحيل المؤلم بدون أرادتهم أو أختيارهم . سوف ينسع السدالعلي لتخزين حوالي 157 مليار م3 منها 30 مليار م3 لتجميع المواد الرسوبية لفترة 500 عام 37مليار م3 أحتياطي للوقاية من الفيضانلت من منسوب 175 إلي 182 مليار م3 .
90 مليار م3 لتوفير 55.5 مليارم3 لمصر و18.5 مليار م3 للسودان و 10مليار م3 لمواجهة فاقد التبخر والتسربز يتكون جسم السد من ثلاثة أجزاء
السد الجزء الأمامي -- السد الجزء الخلفي -- السد الرئيسي
وطيفة الجزء الأمامب للسد تحويل مياه النهر عن طريق قناة جانبية خلال أنشاء السد ويمثل سد يرتفع من 50 م ويصل إلي 500 م عند القاع وسينشأ من الركام الصخري المستخرج من ناتج حفر القناة الجانبية بعد أستبعاد الأحجار الصغيرة منه وملء الفراغات الموجودة بين الركام الصخري بالرمال الكثبانية وتغطية الميل الأمامي للسد بالرمال يعلوها ركام الأحجار لمع تسرب المياه من خلال تخزينه 133 م بزيادة قدرها 8 مليار م3 .
وظيفة الجزء الخلفي منع دخول المياه المحملة بالطمي إلي موقع السد الرئيسب حتي لا يترسب الطمي قبل الأنتهاء منه وهومكمل للسد الأمامي في أنشاء السد الرئيسي في مياه راكدة بعيدة عن تأثير تيار المياه وسيكون السد الخلفي بأرتفاع 35 م فوق قاع النهر . السد الرئيسي عبارة عن سد ركامي صخري داخله نواه صماء من الأمام تحتها طبقة من الرمال المكثفة المضغوطة بأستمرار حتي قاع النهر ثم قاطع رأسي للمياه يمتد منسوب القاع حتي طبقة الصخر بواسطة حقن التربة ونواه السد مزودة بثلاث ممرات معدة بالأجهزة اللأزمة لكشف أي تسرب وقياس الضغط والأهتزازات ومزود قبل نهابة ميله الخلفي بصفين من أبار التجفيف الرأسية لنزح المياه التي تتسرب خلال السد وقد تم أختيار شكل السد حتي يتحقق كافة الضمانات اللازمة لسلامته من جميع النواحي الفنية كأهمية قصوي للبلاد مع توفير المواد اللازمة من المصادر المحلية القريبة لموقع بناء السد وقد بلغ حجم المواد الداخلة في بناءه 42 مليون م 3 أي ما يعادل حجم الهرم 17 مرة قناة التحويل تقع في الضفة الشرقية للنيل تتكون من قناة مكشوفة وقناة خلفية مكشوفة تصل
بينها الأنفاق الرئيسية المحفورة في الصخر تحت جناح الأيمن للسد يبلغ طول القناة الكلي 1959منها 1150 م طول القناة الأمامية و485 م طول القناة الخلفية و315 طول الأنفاق ومحطة التوليد الكهرباء يبلغ عرض القناة الأمامية 350 م ثم يقل تدريجياً حتي يصل إلي 50 م علي بعد 620 م من النيل ثم يتسع العرض مرة أخري حتي يصل إلي 230 م أمام مداخل الأنفاق ومنسوب قاع القناة الأمامية 90.5 ويستمر القاع أفقياً لمسافة 300م ثم ينحدر حتي يصل إلي 85.65أمام الأنفاق .
أما بالنسبة إلي محطة الكهرباء متوسط طول النفق 282 م مستديرة في غالبية الطول بقطر قدره 15م مستطيلة المقطع عند الداخل والخارج مبطنة بالخرسانة بسمك واحد متر وقبل أتصالها بمحطة الكهرباء يتفرع كل نفق إلي فرعين مستطيلي المقطع 22× 7.5 م يوصل كل فرع بمحطة كهرياء كما أنها مقسمة بفاصل أفقي إلي ممرين للمياه يمكن لاحدهما طرد المياه الزائدة اللازمة لغرض الري إلي القناة الخلفية خارج المحطة مباشرة دون المرور إلي وحدة التوليد وتتحكم في هذه الممرات بوابات دائرية تعمل حسب الطاقة الأنفاق صممت لتسمح بمرور المياه داخله بقدرة 11 الف ممكعب في الثانية ومليار متر مكعب في اليوم .
من خلال هذه المزايا يتضح الزيادة في الدخل القومي والدخل الحكومي نتيجة قيام مشروع السد العالي والمشروعات المترتبة عليه .
الزيادة في الدخل القومي
1 - التوسع في زراعة حوالي مليون فدان جديدة مع تحويل حياض الوجه القبلي إلي نظام الري المستديم .
2 - ضمان أحتياجات الري لجميع الأراضي المنزرعة حالياً في جميع السنين حتي أقلها إيراداً وتحسين صرفها وضمان الزراعة 70.000 فدان أرز سنوياً
3 - وقاية البلاد من أخطار الفيضانات العالية وصنع الرشح بالأراضي المجاورة وتلافي غرق السواحل والجزر .
4 -تحسين حالة الملاحة نتيجة التحكم في التصرفات خلف السد
5 - أنتاج طاقة كهربائية تقدر بحوالي 10 مليار كيلو وات ساعة سنوياً وقد قدرت الزيادة في الدخل القومي بحوالي 234 مليون جنيه مصري الــــزيادة في الدخل الحكومي
1 - تحصيل الأموال والضرائب علي الأطيان المستجدة مع زيادة الأراضي الحالية .
2 - تحسين الملاحة وتوفير مصاريف تحفظات النيل وخلافه يزيد دخل الحكومة
3 - مشروعات كهرباء السد العالي توفر زيادة في الدخل تقدر بحوالي 22 مليون جنيه مصري .
عملية حفر السد كانت تزداد في الصعوبة كلما تقدم العمل لصلابة الصخور في هذه المنطقة ومع زيادة العمق وضيق المواقع وشدة الأنحدار وزيادة حرارةى الجو نهاراً إلي 50 درجة مئوية ومع كل هذا كانت النتائج مبشرة وبلغت أرقام قياسية عام 1963 أذا أمكن حفر 408.400 في شهر يوليو
وبلغ أقص أنتاج يومي للحفر 23.000 يوم 18 يوليه 1963م وكانت محطة الهرباء توجد عند مخارج الأنفاق والتي تحتوي علي 12 وحدة قدرة كل واحدة منها 175.000كيلو وات أي بقدرة أجمالية تبلغ 2.1 مليون كيلو وات تصل إلي 10 مليار كيلو وات مبني المحطة مزود بونشين علويين كل منهما 100.450 طن كما يلحق بالجانب حوض التجميع معد لرسو وحدات النقل العائمة بجواره ويوجد أسفل الحوض 4 وحدات طلمبات قدرها 4م3 في الثانية وتستخدم في طرد المياه من المحطة تتكون كل وحدة توليد من تربينة طراز فرانسيس متصلة بمولد كهربائي تعمل علي ضاغط يترواح بين 77 م 35 م يوجد عند أعلي محطة الكهرباء عند منسوب 134 م محطة رفع الضغط من 15.750 فولت إلي 500.000فولت ونقله من أسوان إلي القاهرة وكذلك إلي 13.200فولت للتوزيع المحلي وسوف يصل الطاقة بين أسوان والقاهرة عبر خطين بضغط عالي قدره 500 كيلو وات .
حقا أن السد العالي أكبر مشروع عرفه التاريخ والقرن كان حلماً لبقاء مصر ولكن في المقابل كان كبش الفداء النوبة التي محت وطمست من أرضها وأرض أجدادها وأسلافها وبعد كل هذه التضحيات والفناء والشتات نعامل كغرباء كا أقلية ليس لها تاريخ أو حضارة أو عنوان لقد كانت الهجرة أسرع هجرة في التاريخ ومع ذلك نقابل بجفاء هذا هو السد الذي أغرق وأعلن للنوبة شهـــــــــــادة وفـــــــــاء وســــأعود للنوبة مها كان البعاد سأعود للنوبة أرض الأهل والأجداد وبعد كل هذا نساوي في نظر الدولة 5 مليون جنيه أقصد التعويض الذي قدر بملاليم سبحانك يا الله نشرد وتطمس حضارة وتاريخ وكيان وبيوت وأشجار ونخيل وسواقي وأراضي ونعوض بـــــ خمسة ملايين . سعة هذه الخزانات برواسب الطمي .
تترواح ما بين أربعة إلي ثمانية ريال للسيف أثناء قدومهم إلي القصة كانت حزينة والحكاية كانت تضحية عظيمة والأبطال رجال
قهروا الصحاري والجبال وعاشوا في بلاد غريبة وجديدة بعد أن غرقت
الأرض والجذور والتاريخ والبيوت والأشجار والنخيل والسهول والسواقي
والطيور والحيوانات من أجل سد كتب علينا الهجرة المرة ولكن بقي
في الذاكرة عراقة الحضارة والتاريخ ورجال جيل بعد جيل يحملون
الهوية وعبق الأجداد منذ بداية التاريخ .
النوبة تحمل الأن بين جوانبها صفاء النفوس والسريرة ورقة المشاعر
الكريمة وحب جارف يذوب معه القلوب في رياض العشق والأم الحنون
ومشاعر السمرة والسمراء يانعة ورائعة الوجود .
أشكرك علي أطلالة حروفك التي تبحر بي إلي عالم نوبتي الحبيبة وسخاء
أهلها بكرم المعاني ورقة الكلمات الجميلة فالشكر لكي علي كل الحروف
والشكرعلي نغمة الشجون واليك كل الأمال والتحيات العطرة
النبيلة طول العمر والعهود .
شكرا.. | |
|