علوبة قسطل
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 26/12/2009 العمر : 59
| موضوع: النوبه .."بلآد الدهب".. (إعرف جزء من تآريخ بلدك) ::. الأحد ديسمبر 27, 2009 12:43 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الـــبــدايــــة --------------- على ضفتي النيل في كل من مصر والسودان تتمدد بقعة غالية من الأرض كانت يوما ما مهدا لأعظم الحضارات البشرية التي عرفها الإنسان حتى اليوم . سماها قدماء المصريين "بلاد كوش"، وعلى أراضيها قامت أعظم و أقوى الممالك في أفريقيا بل والعالم آنذاك . كانت المنافس الأوحد لممالك مصر الفرعونية في وادي النيل، وامتد نفوذها حتى البحر الأبيض المتوسط في الشمال ليصبح شطري النيل لأول مرة مملكة واحدة تحت إمرة ملوك النوبة ، الذين تجاوزت طموحاتهم وادي النيل إلى بلاد الشام حيث دخلوا في صراع مع الإمبراطورية الآشورية للسيطرة على سوريا وفلسطين ولكن .. بالرغم من كل هذا الماضي الذي ما تزال شواهده قائمة حتى اليوم على ضفتي النيل من أسوان وحتى الخرطوم ، إلا أن منطقة النوبة لم تجد من الاهتمام والتقدير ما يتناسب مع مكانتها التاريخية - خاصة على المستوى الرسمي متمثلا في هيئات ومؤسسات الدولة ذات الصلة والاختصاص . ففي الوقت الذي يتزايد فيه الاهتمام العالمي بالتراث الإنساني ( الإفريقي على وجه الخصوص ) وتنشط فيه المؤتمرات والهيئات العالمية المختلفة لهذا الغرض ، يواجه ما تبقى من أرث النوبة خطر الزوال والفناء ، في ظل الصمت والتجاهل المتعمد من قبل السلطات الرسمية بمختلف هيئاتها وكياناتها السياسية والإدارية التي تعاقبت على الحكم والإدارة في كل من مصر أو السودان . ولا يقتصر الموقف الرسمي على التجاهل فقط ، بل يتعداه إلى الإسهام الفعلي في محاولات طمس الهوية التي تتعرض لها المنطقة النوبية والإنسان النوبي على حد سواء ، وذلك بتنظيم حملات متكررة لتفريغها تماما من أبنائها ، أما بتهجيرهم قسرا تحت ستار مشاريع التنمية ، أو بدفعهم للهجرة طوعا بإفقار المنطقة وحرمانها من كافة مقومات التطور والنماء وسبل العيش الكريم . ومع هذه الهجرة المكثفة لأبناء النوبة تواجه المنطقة وتراثها العريق خطر فقدان الهوية ، خاصة مع توالي قدوم مجموعات غير نوبية للمنطقة لتحل محل أبنائها المهاجرين . ويزيد من الأمر سوءا فقدان النوبيون أنفسهم عزيمة البقاء ويأسهم من أي أمل في التغيير والتطوير يحمله الغد القريب . و إزاء هذا الوضع تبرز الحاجة الفعلية لمنابر نوبية عربية توصل الصوت النوبي لأسماع العالم ، وتسلط الضوء على هذا الإرث الإنساني العظيم ، خاصة في هذا الوقت الذي يتباهى فيه العالم بأصوله الأفريقية وتتعالى فيه الأصوات بالعودة إلى الجذور . هذا الموقع صوت نوبي ينضم إلى مجموعة الأصوات النوبية على الإنترنت ، يهدف إلى تقديم المعلومة للمبحر العربي الذي يفتقد المواقع النوبية العربية وسط هذا الطوفان الهائل من المواقع النوبية بكل لغات العالم المختلفة - عدا العربية . نأمل أن نكون إضافة - ولو متواضعة - لهذا المجتمع الافتراضي ، على امتداد هذا الفضاء الرحيب . النوبة عبر التاريخ .... مراحل تطور الحضارة النوبية --------------------------------- يصعب تحديد ملامح التاريخ السوداني القديم ، خاصة فيما يتعلق بفترات ما قبل التاريخ نسبة لتأخر عهد الكشف الأثري بالسودان والذي بدأ في أواسط القرن التاسع عشر عندما زار بعض الرحالة الأوربيين السودان وكتبوا عنه بشيء من التفصيل . وبالرغم من شح المعلومات المتوافرة عن السودان في عصوره الأولى ، إلا أنه أمكن التوصل لوجود الاستيطان البشري في مناطق متعددة منه منذ عقود طويلة ما قبل التاريخ . ولعل وادي النيل والمناطق المتاخمة له كان من أكثر المناطق جذبا للعنصر البشري نسبة لتوفر مقومات الاستقرار من مياه و تربة وموقع جغرافي متميز ، مما جعله مركزا لأقدم الحضارات الأفريقية المعروفة لدينا حتى الآن . وعموما يمكن تقسيم مسيرة الحضارة الإنسانية في السودان عموما وفي منطقة النوبة على وجه الخصوص إلى المراحل التاريخية التالية : جغرافية المنطقة :التعريف بالمنطقة --------------------------------------- يصعب عمليا وضع تعريف جغرافي محدد اليوم لما يمكن أن يسمى بمنطقة النوبة Nubia نسبة للإشكالية القائمة حول التسمية نفسها والمدلولات الجغرافية لها . هذه الإشكالية نتجت عن عدم وجود أي كيان سياسي أو إداري أو جغرافي يقابل هذا المصطلح في الوقت الحاضر نسبة لنشوء تقسيمات إدارية حديثة في مصر أو السودان تحت مختلف المسميات التي ليس من بينها " النوبة ". لذلك فإن كلمة " النوبة " قد تعني في أدبيات اليوم العنصر السكاني أكثر مما تعني الموطن أو الإقليم . وتاريخيا ، فإن أول استخدام لاسم " النوبة " في مسرح السياسة الدولية يرجع للقرن الثالث الميلادي حيث ذكره الكتاب والجغرافيين العرب في كتاباتهم المختلفة عندما أطلقوه على المناطق الواقعة جنوبي أسوان ، وهو بهذا المدلول مرادف للفظة " كوش " التي استخدمتها الأمم القديمة للدلالة على البلاد الواقعة جنوب مصر عموما وبلاد السودان على وجه الخصوص . غير أن أول من حدد مفهوم التسمية من بين هؤلاء ووضع الإطار الجغرافي لها بشيء من الدقة كان ابن سليم الأسواني الذي أشار في كتاباته إلى أن (( المنطقة الواقعة على مجرى النيل بين انحناءاته الكبرى عند الشلال الخامس ومصر تسمى ب " النوبة " )) . هذا التعريف قد يبدو قاصرا بعض الشيء خاصة إذا وضعنا في الاعتبار تلك المناطق الواقعة ما بين الشلالين الخامس والسادس والتي لم يشملها التعريف بالرغم من أنها احتضنت لفترات طويلة عبر التاريخ أعظم الممالك النوبية التي لا تزال آثارها قائمة هناك حتى اليوم . ولعل أفضل تعريف لمنطقة النوبة هو أنها تلك المنطقة التي استوطن بها النوبيون منذ فجر التاريخ وقامت عليها ممالكهم وحضاراتهم المختلفة وما زال يتواجد بها أسلافهم أو بقايا حضارتهم القديمة . ووفقا لهذا التعريف فإن منطقة النوبة هي ذلك الجزء من وادي النيل والذي يمتد من مدينة أسوان ( الشلال الأول ) في مصر وحتى الشلال السادس شمال مدينة الخرطوم الحالية في السودان . ويلاحظ وجود بعض الاستثناءات الطفيفة التي لا ينطبق عليها التعريف حاليا ، وذلك نتيجة للتغييرات التي طرأت على المنطقة وتركيبتها السكانية مؤخرا ومنها : وجود مناطق نوبية خارج النطاق الذي حدده التعريف كما في حالة حلفا الجديدة في شرق السودان ومديريات التحرير والوادي الجديد في مصر . وتعتبر هذه المناطق حديثة الوجود وقد نشأت كمناطق استقرار بديلة للنوبيين بعد غرق مواطنهم الأصلية في وادي النيل نتيجة لقيام السد العالي . تغير التركيبة السكانية لبعض المناطق النوبية نتيجة لنزوح سكانها النوبيين وحلول عناصر غير نوبية لا يربطها أي شيء بالمكان ولا بالتاريخ النوبي ، كما في مناطق شمال الخرطوم . فقدان النوبيون أنفسهم في بعض المناطق النوبية لهويتهم نتيجة لاختلاطهم ببعض المجموعات غير النوبية مما أفقدهم الكثير من خصائصهم المميزة من عادات وتقاليد ولغة واكتسبوا سمات جديدة غير نوبية . ولعل الصلة الوحيدة التي تربط هؤلاء " النوبة - المستعربة " بالنوبة هي التاريخ ، وبقايا حضارة تتناثر آثارها في المنطقة . مثال لذلك مناطق الجعليين الشايقية . 1: مملكة نباتا . 2: مملكة مروي . 3: حضارة كرمة . 4: عصر بلانة . 5: العصر المسيحي . | |
|