حذر نشطاء نوبيون الحكومة المصرية من نفاد صبرهم بشأن المماطلة في إعادة حقوقهم، وهددوا بالتخلي عن سلمية احتجاجاتهم، وهاجموا الحكومة الحالية واتهموها بأنها لم تقدم سوى الوعود ولا أكثر.
وفي مؤتمر المشكلات والحقوق النوبية قبل وبعد ثورة 25 يناير الذي نظمته نقابة الصحفيين بالقاهرة مساء السبت، طالب النشطاء النوبيون المجلس العسكري والحكومة بتنفيذ تعهداتهم بإعادة النوبيين إلى قراهم الأصلية حول ضفاف بحيرة ناصر، والتوقف عن التعامل مع ملفهم من المنظور الأمني.
وقال رئيس الجمعية المصرية النوبية للمحامين منير بشير إن النوبيين يرغبون بفتح صفحة جديدة في العلاقة مع الحكومة لكن بذات الحقوق الثابتة لهم، معربا عن أمله في حدوث تغير حقيقي لمعالجة الحكومة لهذا الملف.
واعتبر أن الانطباع الإيجابي للقاءات رئيس الحكومة عصام شرف مع ممثلي النوبيين ليست كافية إذا لم تتبعها إجراءات على الواقع.
ووصف بشير تراجع محافظ أسوان عن منح رجال الأعمال آلاف الأفدنة على ضفاف بحيرة ناصر -الموطن الأصلي للنوبيين- بأنه نوع من الدعاية وخطوة اضطرارية تحت ضغط الثورة.
وبرأي بشير فإن النوبيين لا يستعجلون تنفيذ طلباتهم التي صبروا عليها أكثر من 50 عاما، لكنهم يريدون خطوات أولية جادة على طريق تحقيقها، مؤكدا أن النوبيين دعاة وحدة لا انفصال وأنهم أحرص المصريين على وحدة التراب المصري.
مطالب
وعرض بشير لمطالب النوبيين، ويقارب عددهم ثلاثة ملايين شخص، وأجملها في عودتهم إلى ضفاف البحيرة التي طالب بعودة اسمها القديم بحيرة النوبة، وتمليكهم أراضي لبناء المساكن والزراعة، وإعادة تخصيص دائرة انتخابية لهم ليمثلوا بمقعد دائم في البرلمان.
وجدد رفض النوبيين لخطط الحكومات السابقة القائمة على منحهم تعويضات مالية مقابل التخلي عن مطلبهم في العودة لضفاف البحيرة.
واتهم بشير الحكومات السابقة بإدارة أزمة النوبيين بمنظور أمني قائم على تشويه سمعتهم بوصفهم دعاة انفصال، وبتكليف جهاز مباحث أمن الدولة بتعقب النشطاء النوبيين والتضييق على الفعاليات النوبية المطالبة بحقوق النوبيين التي كفلتها القوانين الداخلية والخارجية.
وقال الأديب النوبي حجاج أدول الذي أعلن أن المجلس العسكري والحكومة اختاراه لتمثيل النوبيين في جلسات الحوار الوطني، إن الحكومة الحالية لم تتخذ خطوات مشجعة في سبيل تحقيق مطالب النوبيين.
وأكد أن التوقعات السابقة بوجود مناخ أفضل للحوار في ظل حكومة عصام شرف آخذة في التآكل مع مرور الوقت دون إجراءات على الأرض، محذرا من نفاد صبر النوبيين.
سلمية
وطالب أدول بإعادة حصر منازل وأراضي أهالي النوبة وتفعيل دور صندوق إنقاذ آثار النوبة الذي أنشأته منظمة اليونسكو للحفاظ على هوية وثقافة النوبة، كما طالب بتشجيع منظمات المجتمع المدني على تنمية منطقة النوبة القديمة والاستفادة من دور النوبيين بالخارج في تمويل مشروعات صغيرة.
وحذر رئيس لجنة متابعة الملف النوبى أحمد إسحق من سوء تقدير موقف النوبيين والانخداع بطابعهم السلمي، وقال لازلنا ملتزمين أصول التعامل الراقي في مطالبتنا بحقوقنا، حتى وقفاتنا الاحتجاجية كلها سلمية، لكن التجاهل المستمر يفجر الغضب.
وأكد أن النوبيين قادرون على انتزاع حقوقهم، ولكنهم يفضلون الصبر والتحلي بالحكمة، وأعرب عن أمله بأن تقدر الحكومة هذا الصبر وهذه الحكمة بخطوات تريح قلوب النوبيين وتطمئنهم على قضيتهم.
وقد نظم أهالي النوبة وقفة احتجاجية على سلم نقابة الصحفيين عقب انتهاء المؤتمر للتأكيد على مطالبهم مرددين هتافات منها يلا يا نوبي ويا نوبية.. دقوا طبول العودة الجاية ويسقط محافظ أسوان العنصري والنوبة تريد..العودة إلى البحيرة وضحكوا علينا وسرقوا أراضينا.