اعلم مقدما اننى اقترب من منطقة الخطر . المحظورالاقتراب منها وادراك جيدا اننى اتعرض للاصنام التى تعيش على وجودها شلل المنتفعين واعتقد بما لايدع مجالا للشك ان الاصلاح يبدأ وينتهى من منطقة الألغام هذه لذلك قررت خوض المعركة لنهايتها ورزقى ورزقكم على الله
لقد عرف علماء علم الاجتماع مصطلح الاتكالية هو الاعتماد على الغير في حل الأمور الخاصة إلى درجة كبيرة تنتفي فيها المسئولية الخاصة والمجهود الذاتي أو على الأقل تبدو جد قاصرة وضيقة أمام ما ننتظره من الغير لحل إشكالاتنا الخاصة جدا .ذلك أن الشخص الاتكالي يكتفي برمي مسئولية تدبير شؤونه المادية أو حتى المعنوية على الغير قبل استنفار مقوماته الشخصية والخاصة .
والأتكاليه في مجتمعاتنا سلوك موروث وعاده اجتماعيه سيئه نتربى عليها منذ الصغر تسلب استقلاليتنا ، تحت ضغط من العادات والتقاليد المجتمعيه، ولها جوانب كثيره ومتعدده
ولنأخذ احدهذه الجوانب مثلآ،جانب (الأستقلاليه الفكريه)
فنحن اعتدنا منذ الصغر في داخل بيوتنا او عائلاتنا، ان ينوب عنا في التفكير والدانا او من هم اكبر منا سنا سواء في اعتناقنا للأفكار والرؤى او في مايتكون لدينا من قناعات من خلال التجربه او القراءه وصولا الى تحديد مانختار من توجه مستقبلي في الدراسه .
حتى ينسحب ذلك على ابسط خيارتنا في المأكل والملبس نجد هناك من ينوب عنا في تحديدها
ان ذلك النوع من التربيه التي اشرت لها هو البذره الأساسيه التي تنتج عنها صفة الأتكاليه،
وتجاوزها ومعالجتها لايتم الا بتنميه روح الأستقلاليه والأعتماد على النفس بداخل الطفل ومنذ الصغر لينشأ وهو متسلح بتلك الثقافه
وتبدأ الاتكالية والاعتماد في حياة الطفل بالتناقص شيئًا فشيئًا مع تقادم العمر، حيث تتوزع وتمتد انطلاقًا من الأم، ثم الأم والأب فالإخوان والأخوات، وصولاً إلى الأقارب والأصدقاء والزوار. ويبقى الطفل في البيئة الاساسية معتمدًا على ذويه بشكل كامل حتى سن المراهقة، فهو يطلب الحماية الأمنية والاقتصادية والمعيشية والإسنادية من الوالدين، وهم بدورهم يقدمون له هذه الحماية دون كلل أو ملل وبرضاء وعطاء كامل، لأنها تعطيهم السيطرة والنفوذ الكاملين على حياة الطفل، فهم يتصرفون بشكل مطلق في حياة الطفل ويهند سونها بالطريقة التي ترضيهم وتشبع غرورهم ونرجسيتهم ونزعتهم التملكية. ومن هنا يبدأ الطفل في تشكيل شخصيته وهويته وانتمائه، والتي ترتبط بشكل كامل بالأبوين في المقام الأول وكل ما بعد ذلك يأتي في المقام الثاني أو الثالث. إن الأسباب التي تؤدي إلى تكوين هذه الشخصية كثيرة ومتناثرة، منها النزعة الفطرية الخام الموجودة في جينات هؤلاء الشباب، والتي وجدت لها في الواقع أرضًا خِصبةٌ تنمو فيها روح التبعية والاتكالية على الآخر، ودون العودة إلى قيم الفطرية الأخرى في الأصالة والشجاعة والإقدام وحُسن الخُلق، إضافة إلى النزعة التملكية التي يعانيها الوالدان في ممارسة التنشئة الاجتماعية والنفسية لأولادهم، ونزعة السيطرة والبيروقراطية التي يمارسها بعض المعلمين والمدرسين على طلبتهم دون إعطائهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية واستقلالية. وهذا طبعًا ينعكس على البيئة التي يعيش فيها الشاب، حيث الممارسات القسرية والتسلطية من قبل المؤسسات وقطاعات المجتمع المدني والإعلام وغيرها، والتي تحاول أن تفتح بابًا واحدًا لا غير أمام الشباب، فتلغي فرصة الانتقاء والاختيار من قبل الشاب كجزءٍ من الحرية الفردية التي يجب ممارستها بفاعلية من قبله بعد أن يتعود عليها ويألفها كسلوك اعتيادي مقبول من قبل المجتمع وغير مرفوض.ومن الأسباب العامة لترسيخ روح الشخصية الاتكالية ، مناهج التعليم التقليدية التي تعتمد على التلقين والحفظ وتجميع المعلومات ورصها في جهاز الذاكرة دون فسح المجال أمام الطالب في المدرسة والجامعة، لمناقشتها وإبداء الآراء حولها، أو إعطائه الفرصة لطرح أفكارٍ جديدة أخرى في المواضيع المختلفة ذات الطابع الإنساني أو الفلسفي أو الفكري، والتي قد تكون مناقضة للأفكار المطروحة. وقد يخضع الطفل والمراهق والشاب للأسلوب نفسه من التعامل المنهجي في البيت، وبذلك ينشأ وهو لا يرى أمام عينيه وفي فكرهِ وعقلهِ إلا ما يعرفهُ عن طريق الكتاب المنهجي والمدرس والأب والأم، معتبرًا أن هذه المصادر هي ثابتة ولا نقاش فيها ولا يمكن الجدل حولها، وبذلك تتحول هذهِ المفاهيم مع مرور الزمن إلى موروثات عقلية ثابتة لا يمكن زعزعتها في عقل الشباب حتى وإن يكونوا قد نسوا مصدرها الأصلي، لأنهم يحفظونها عن ظهر قلب دون مناقشة أو حوار. إن هذه الصيغة من التعامل في المجتمع العربي مع الطفل والمراهق والشاب، تجعل منهم أدوات تتحرك لأداء الواجبات، فضلاً عن الكم الهائل من الإحباط المكبوت الذي يتراكم في أعماق اللاشعور ليبني الاكتئاب فالعدوان، فيصبح الشاب قنبلة موقوتة سرعان ما تتفجر تحت تأثير أي ضغط نفسي شديد أو توجيه فكري جديد أو فرصة طارئة من الحرية غير الملتزمة، فيؤدي إلى الانفلات والتطرف، بل وحتى العنف والعدوان، دون أن يدرس الشاب، ماهية الأسباب التي أدت إلى هذا السلوك الرافض والمتمرد، وبهذا نكون قد خسرنا عددًا من شبابنا الذين يمثلون دعامة قوية لمجتمعنا