اعلم مقدما اننى اقترب من منطقة الخطر . المحظورالاقتراب منها وادراك جيدا اننى اتعرض للاصنام التى تعيش على وجودها شلل المنتفعين واعتقد بما لايدع مجالا للشك ان الاصلاح يبدأ وينتهى من منطقة الألغام هذه لذلك قررت خوض المعركة لنهايتها ورزقى ورزقكم على الله
«التغيير» حلم وشعار طالما سمعناه وحلمنا بتحقيقه على مدى سنوات طويلة.. اليوم تحول الحلم إلى حقيقة نعيشها والشعار إلى كلمة مقدسة، عندما كسرنا حاجز الخوف بداخلنا وثرنا على الثبات والفساد معا، لنكسر معه كل القوالب الجامدة التى كنا نحتاج إلى كسرها لتتجدد حياتنا، لكن البعض لا يزال يخاف من التغيير باعتباره مرادفاً لعدم الأمان، رغم أن الحقيقة العلمية تقول «التغيير ليس معناه عدم الأمان» وتلك الفكرة أكدتها د.براندا شوشانا فى كتابها «بين الخوف والحب.. المبادئ السبعة للطمأنينة فى الحياة».
وتقول «شوشانا»: إننا نبحث دائما عن الأمان وفى نفس الوقت نثبت على الأشياء ونقاوم أى تغيير بكل قوتنا، معتقدين أن ما ألفناه هو الأمان، حتى إن لم يكن جيدا، فى حين أن النمو يأتى من التغيير، والتغيير هو سنة الحياة التى تعمق الخبرات، محذرة من أن الخوف هو الذى يجعلنا «محلك سر».
وتوضح «شوشانا» أن: التغيير ليس خسارة، فالتغيير شىء محتوم وطبيعى وصحى وحقيقى وليس مجازفة، فكثرة التجارب تعلمنا بسرعة وتقل نسبة الألم والمعاناة، مشيرة إلى أن الخوف هو الذى يحكم علاقاتنا بالآخرين وبالأشياء فى حين أن المعرفة هى التى يجب أن تحكم علاقاتنا.
وان اقتران التغيير بالخوف من انتقادات الآخرين أمر بالغ الخطورة، وفى هذا تحدثنا خبيرة التنمية البشرية نجلاء محفوظ وتقول: الخوف من التغيير له جانب إيجابى إذا أخذ الخوف شكل الحذر وقمنا بدراسة التغيير جيداً سواء فى الشكل أو نمط الحياة، لكن أغلب الناس يتولد لديهم خوف سلبى وهناك من ينتظرون من يفتح لهم الأبواب،
التغيير سنة الحياة، والتطوير واجب كل مسؤول، والقعود عن ذلك يؤدي لا محالة إلي التخلف والتأخر عن الآخرين وزيادة الأوضاع تدهوراً وسوءاً. لماذا إذن بدأنا نخاف من التغيير، ونفتقد الروح الوثابة نحو الإصلاح؟
فلابد من أن نقر بأن لكل إصلاح ضحايا يخسرون إذا تحقق ويفقدون مكاسب وامتيازات كبيرة أو صغيرة حظوا بها سنوات طالت أو قصرت، وهم لأجل ذلك سيحاربونه بكل إصرار، ولكن يجب أن تكون العبرة في المحصلة النهائية بما تحقق للمصلحة وللأغلبية من مكاسب فاقت أي ضرر جزئي قد يحدث للبعض هنا أو هناك. ومن المهم أيضاً أن نصارح أنفسنا بأن أي تغيير لن يحقق بالضرورة الوضع الأمثل الذي يرضي كل الناس، ومع ذلك فإنه إذا زحزح الأوضاع إلي حالة أفضل من الركود القائم يجب اعتباره خطوة جيدة للأمام.
الإصلاح والتطوير نقيض الجمود والركود، ولا يمكن أن نأمل في مستقبل أكثر إشراقاً إذا لم نقبل تحمل مخاطرة التغيير لإصلاح الأوضاع والهياكل والنظم السائدة في كل مؤسساتنا التي يعاني الكثير منها من شيخوخة مبكرة وغير مبررة.
ولهذا فانه لا مفر من أن نقدم بشجاعة علي مخاطرة الاصلاح بأكبر قدر من الشفافية والموضوعية والتجرد عن المصالح الشخصية، والسعي لتحقيق الصالح العام وحده، وهو ما يجب أن ينعكس علي تحسين مستوي رفاهية غالبية ابناء ادندان، وليس أقلية محظوظة منه