وفى هذه الأيام ومع اعادة احياء مشروع التكامل -- ندعوا الله تعالى أن يتغمد الفقيد المرحو العالم الكبير / أحمد حسن دهب بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته .
==================
المهندس الأديب..أحمد حسين دهب
بقلم : عبدالرحمن عوض
مع انتهاء مشروع توشكي الزراعي هذا العام, فاضت روح العالم الجليل د. م. أحمد حسين دهب, وكأنه كان هناك ارتباط روحي بينه وبين مشروع توشكي القومي, الذي أخذ منه عصارة فكره وثمرة جهده طوال عقد ويزيد من الزمن. وارتبط به ارتباط القمر بالفلك.
ولد أحمد حسين دهب بقرية أمباركاب, وبعد أن حصل علي إجازة في هندسة المساحة والري, بذل جهده لنيل درجة الدكتوراه وعنوانها بحيرة السد العالي بين جندل دال وأبي سمبل دراسة جيو مورفلوجية, وواصل د. أحمد دهب مسيرته العلمية ليصبح أحد كبار مهندسي المدرسة المصرية في الري, كتب وحاضر وسافر إلي أوروبا, ومسح المنطقة من السد العالي حتي السودان الشمالي وعمل فيها, ويكاد كل حجر ونخلة وحبة رمل تعرفه.
كان حجة في جغرافية أسوان والسودان الشمالي والمساحة والري المصري في السودان والزراعة. كلف من قبل الحكومات المصرية والسودانية بالاشتراك في تخطيط المشاريع الزراعية منذ الثمانينيات.
أصدر العديد من المؤلفات عن الزراعة والري والحضارة في وادي النيل, هو أول من صحح معني كلمة توشكي( توشي كا) ومعناها مكان زراعة نبات الغبيرة عند قيام مشروع توشكي في1994 م, وقد كان معه مناظرة حول معني كلمة توشكي علي صفحات الأهرام, وقد كان تصويبه لنا جامعا مانعا لا يقبل الشك.
كثيرا ما تناظرنا حول تاريخ وادي النيل وحضارته, لقد كان د.م. أحمد دهب فنانا بمعني الكلمة, استطاع أن يجعل من هندسة الري والزراعة الشاطئية مادة مستساغة بأسلوبه البليغ وتحليلاته الدقيقة واتكائه علي الحضارة والتاريخ الجيولوجي والبشري. لقد زاول د. أحمد دهب جميع أنواع الفنون البصرية والسمعية: رسام ومصور وصائد غزلان وشاعر وعازف لآلة الطنبور والعود, يجيد التحدث بجميع لهجات النوبة من الكنوز إلي الفديجة والمحس والدناقلة, راوية للشعر والقصص الشعبية القديمة والحكم والأمثال والطرائف. كان مثقفا له طلاوة الحديث ومتعة السمر, ياليته دون لنا بعض تلك الحكايات والقصص والنوادر والمغامرات التي خاضها مع تماسيح النيل وضباع الصحاري والثعالب والعقارب والثعابين.
إن وفاة راوية وحامل للتراث الشعبي لمنطقة ما في العالم يعد خسارة فادحة إن لم يكن قد دون ذلك التراث في أي شكل من أشكال التدوين.
مات د. م. أحمد دهب عن عمر يناهز السبعين عاما بعد حياة حافلة بالعطاء وحب الوطن, ولم يجد الوفاء الذي كان يأمله, والتقدير الواجب تجاه قامة علمية جليلة أدت خدمات جليلة للوطن.
مات د. م. أحمد دهب ولم يترك لنا سوي عدة مؤلفات ووجه أسواني أسمر يطل علينا من شاشة الجنوب القناة الثامنة. رحم الله تعالي الفقيد وأثابه وأنزله منازل الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
[/justify]
وادي حلفا بين الماضي والحاضر والمستقبل
7/ الإستخدام الأمثل للظروف البيئية المستجدة لبحيرة السد العالي في النطاق الحدودي ( حلفا – أبو سمبل ):
أ-إمكانات الإستزراع حول حلفا:
تكتنف مدينة حلفا الحالية مساحات لا بأس بها من الأراضي الشاطئية التي يمكن إستزراعها ، أما برفع المياه اليها بإستخدام الطلمبات أو إستزراعها بالطريقة البعلية خلال فترة انحسار المياه صيفاً. فعلى الضفة الشرقية من البحيرة تتوافر مساحات من الأراضى هي من الشمال الي الجنوب كما يلى:
1. وادى دبروسة 500 فدان تقريباً
2. موقع مطار حلفا دغيم القديم 500 فدان تقريباً
3. خور موسى باشا 1000 فدان تقريباً
اما علي الجانب الغربى من البحيرة فتتوافر مساحات من الاراضى، في مواقع دبروسة غرب نحو 500 فدان . يتم استزراع نحو 400 فدان من اراضي غرب دبروسة باستخدام الطلمبات.
ب- ربط مدينة حلفا بمدينة أبو سمبل عبر عبارة قسطل :
و إستمراراً لدعم أواشج التكامل بين مصر و السودان و الذي سبق ان تشرف الباحث بعضويته من قبل في الثمانينات و ذلك من خلال لجنة الانتاج التابعة للمجلس الأعلي للتكامل . و حيث ان الهدف المنشود من التكامل بين مصر و السودان كان علي الدوام يتلخص في تحقيق الإستفادة من روابط الجيرة و العرق في تفعيل سبل التكامل بين البلدين في شتى المجالات ( الزراعية و الاقتصادية و التجارية و الاجتماعية و المهنية و العلمية و التعليمية و الصحية و الامنية ). فان كلا من محافظتي اسوان ووداي حلفا انما يعدان معبرى التكامل بل هما النافذة و البوابة الحقيقية علي وادي النيل بين مصر السودان و حتي عمق افريقيا.
و لإقتناعه التام بان المنطقة التى تشغلها بحيرة السد العالي في كل من أراضى مصر و السودان هى همزة الوصل بين البلدين، و محور الوثاق الذى يشد كلا من شعبى وادي النيل نحو جاره بل اخيه بوثاق حميم. فقد وفّقه الله تعالى من خلال أعماله البحثية في المنطقة ، نحو إنشاء خريطة جديدة يتحقق من خلالها إعادة تعمير المنطقة بالبعض من سكانها الأصليين في قري أدندان ، وقسطل ، والسلام بأبو سمبل ، وتوشكي وعلي أن يتم إنزال من يرغبون من الطامحين من الشباب كلٍ في موقع بلدته القديمة بقدر الإمكان.
وعندما بُدأ في تخطيط موقع قرية قسطل علي الجانب الشرقي من البحيرة سنة 1982م بادر الأهالي في حلفا بتقديم المساعدة للوافدين بمدّهم ، ببعض البنائين المهرة الي جانب مدّهم بفسائل من النخل جيدة الأصناف والجريد من منطقة عكاشة. مما ساعد في بناء القرية في فترة قياسية وجيزة . كما سمحت كلا من السلطات المصرية والسودانية بحرية حركة الأهالي عبر المنطقة الحدودية فيما بين قسطل وحلفا لتبادل السلع ونقل المنتج من زراعاتهم نحو مدينة حلفا.
ثم سعي الباحث لدي السلطات في الحكومة المصرية بطلب لتزويد الموقع بعبارتين كبيرتين ، لربط موقع قسطل وأدندان مع الجانب الغربي للبحيرة عند مدينة أبو سمبل. علي أن تسع كل منهما نحو 80 راكب و 4 سيارات وعشرة قطع من الماشية. وهي تعمل الآن وبكفاءة عالية في ربط جانبي البحيرة يومياً.
وطبقاً للتخطيط المساحي الذي تولاّه الباحث لموقع محطة طلمبات قسطل وخطوط الري الرئيسية للمشروع الزراعي فقد أصبح المشروع واقعاً
ملموساً ، لتضيف نحو عشرة آلاف فدان من الأراضي الزراعية في صحراء قسطل الي الرقعة الخضراء بمحافظة أسوان إنتظاراً لأن تتسلمها سواعد ابنائها السمراء حتي يتسني لهم بذل مزيد من الجهد والعرق تحقيقاً للتنمية وإسهاماً لخلق التكامل المنشود .
ج – متي تدخل الكهرباء مدينة حلفا:
في سنة 1983م وخلال إجتماع لجان التكامل كان البعض من أعضاء الجانب السوداني يتساءلون ، عن مدي إمكانية توصيل الكهرباء الي محافظة وادي حلفا وهي التي كانت ضحية إنشاء السد العالي. وخاصة وأن كهرباء السد قد إمتدّت حتي العريش شمالاً ، لتنير المدن والقري هناك؟!.
كان رد الجانب المصري :
" أنه سيتم في القريب العاجل إن شاء الله ربط مصر بالسودان وبعض بلدان أفريقيا بالشبكة الكهربية الموحّدة" .
وعليه سيتم إجراء ربط كهربي بين مصر والسودان و أوغندا ،وكذلك سيتم توليد الكهرباء من بعض الجنادل والشلالات الواقعة علي النيل.
وأُرجئ توصيل الكهرباء الي حلفا لإزدياد تكلفة إنشاء خط كهرباء الضغط العالي ، ثم عبوره نحو الضفة الشرقية من البحيرة عند وادي حلفا. والتي تتسع مياه بحيرة السد عندها الي نحو عشرة كم .
ولمتطلبات تشغيل طلمبات توشكي بطول 240كم ، أُضيفت اليها وصلة أبو سمبل بطول 50كم. وبذلك أصبح من السهل نقل الكهرباء عبر البحيرة نحو الضفة الشرقية من خلال الكيبل بحري ، بطول نحو اربعة كم .
يبدأ من جنوبي أبو سمبل وينتهي عند حجر الشمس شمالي قسطل ، وتبدأ عندها أبراج الكهرباء نحو مدينة حلفا ومروراً بقري قسطل وأدندان المأهولة حالياً بالسكان . وبمحاذاة الطريق البري المزمع إنشاءه بين وادي حلفا / السكوت / المحس/ السليم .
فإنه يمكن مد خط الكهرباء بيسر نحو مدينة دنقلا ومن ثم مع باقي مناطق السودان المختلفة . ومن البديهي القول بأن توفر مزايا الكهرباء وبقيام شبكة طرق علي إمتداد المنطقة من حلفا وحتي دنقلا جنوباً ، سوف يسهم علي تشجيع الشباب بالعودة الطوعية الي مناطقهم التيفي هجروها . ليقوموا بواجب التعمير والتواصل بلدانهم الأصلية.
د – إمتلاء بحيرة السد العالي وغرق سوق حلفا:
تبعاً لإنشاء السد العالي فقد تم قفل مجري النيل أمام التدفق الطبيعي للمياه منذ عام 1964م ، وتحويل جزء من مياهه نحو خور " كوندي" علي الضفة الشرقية ، ثم شمالاً عبر ستة أنفاق ، أُُنشأت عليها 12 تربيناً لتوليد الكهرباء . فقد حدث إمتلاء تدريجي في البحيرة أمام السد عاماً بعد عام ، الي أن بلغت أقصاها { منسوب 5’181 } تقريباً لسنة 1999م { شكل رقم 2}.
وشهدت مدينة حلفا أحداثاً جديدة .فقد حدث أن تم تشيد سوق حلفا من قبل ، علي أرض مسطّحة تبلغ منها مناسيبها نحو 180متر وتنفتح نحو البحيرة بثغرة أنشأتها مياه البحيرة في السنوات السابقة عبر جسر السكك الحديدية القديم. ونظراً لإلمام الباحث بالمناسيب عند موقع السوق وايضاً عن مناسيب الثغرة عند الجسر وكذا منسوب الجسر القديم ، الذي يخترق { الكامب} فقد سبق وأن حذّر الأهالي من مغبّة إرتفاع فيضان ذلك العام الي منسوب " 182متر" مما سيعرّض سوق حلفا للإنغمار.
ونبّه الي ضرورة الإستفادة من المعدّات التابعة لهيئة تعمير حلفا وتشغيلها في قفل تلك الثغرة والإرتفاع بالجسر الي منسوب"50 ’183"
وتدعيمه من الخلف من ناحية السوق بإستخدام الركامات الصخرية الخشنة والمتوفرة بالقرب منها حول التلال المجاورة مع دمكها بإستخدام المياه والجرارات . إلا أن عدم تنفيذ المقترحات وتقاعس الإدارات ، وتعدد تبعية الجهات المسؤّلة عن السوق أدّي الي تدفق المياه عبر تلك الثغرة. وإنهيار جميع مكوّنات السوق من محال تجارية وفنادق وبنك ..الخ. لأنها كانت جميعها مبنّية من الطين " الجالوص" وأيضاً المباني الإدارية للجمارك والصحة وبعض المنشاءات الحكومية المتاخمة لرصيف السكك الحديدية كما أدّي ذلك الي إنقطاع الطريق ، من والي محطة السكك الحديدية . الاّ من خلال الإلتفاف حولها من الناحية الشمالية. وللإجابة عن إمكانية إعادة الحياة لموقع السوق القديم فإن الباحث يري ، أن موقع السوق القديم يُعدّ من أصلح المواقع للإستغلال وذلك لقربه من محطة السكك الحديدية وكذا للمنطقة المخصصة للإجراءات الجمركية في حالة منع دخول المياه نحوها من خلال تلك الثغرة التي تخترق جسر السكك الحديدية القديم.
ويري الباحث أنه سوف يحدث إنغلاق طبيعي لها من جراء إضطراد ترسُّب الطمي العالق بمياه الفيضان كل عام. وبالتالي سوف ينغلق مدخل خور موسي باشا المؤدي الي السوق من جراء نشأة الجسور الطبيعية. وسوف تسد مدخل الخور علي المدي البعيد ، وتصبح بذلك تلك المساحة " موقع السوق " أرضاً لا تدخلها المياه ويمكن إستغلالها في إنشاء حدائق عامة أو إنشاء بعض المنشآت الحكومية أو الخاصة كالمشروعات السياحية والفنادق.
" يتبع"
المشهد التالي بعنوان:
ه - مشروعات السكك الحديدية والطرق البرّية نحو محافظة حلفا {تكملة للفقرة 7}
من الله عليا بزيارة الدكتور والعالم النوبي الفحل رحمه الله
أحمد حسين دهب قبل ثمانية شهورتقريبا وتحديدا نهايات شهر 2/ 2009
بمنزله العامر توشكي شرق التهجير ....
وجدته رحمه الله يجلس امام حديقة منزله ... ويستمع لراديو لاخبار من اذاعة البي بي سي ... العربية ... رحب جدااا بي عندما عرف اني من وادي حلفا وجئت خصيصا
لزيارته والتعرف اليه ... وكان رحمه الله صديقا لجدي المرحوم احمد خيري علي
الرجل الذي صمد لوحده بارض الحجر قرية او شياخة ملك الناصر وكان جدي دائم الحديث عنه بحكم انه كان يزور جدي كلما قدم مع باخرة الي المصري وهيئة بحوث السد العالي وكان يجلس مع جدي بالساعات كلما وجد فرصة لذلك وعندما سنحت لي الفرصة لزيارة مصر اسوان تذكرت هذا العالم الجليل وقررت زيارته .. قال لي
هل تعلم يا ابني ان هذه الحديقة التي تراها امامك .. احضرت شتولها من بلدكم ارض الحجر ايام غرقها وكنت في زيارة عمل ... وكانت الاشجار بحق مثمرة ورائعه وهي تقف بشموخ في ارض النوبة بتهجير توشكي ...
وجلسنا نحكي عن حلفا وارض الحجر ووخلال الحديث احضر لي كتاب ( وادي حلفا بين الماضي والمستقبل ) واهداها لي بمناسبة الزيارة ...
وبعد ذلك اخذنا بعض الصور التذكارية
وكان معي الاخ الاستاذ صديق رضوان وهو من ابناء توشكي
والاخ عباس كلودة من
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (http://games.m5zn.com) ابناء ابو سمبل
بالاضافة الي اسرتي
سوف تبقا اثر هذه الرحللة الخالدة في نفسي ما كنت على قيد الحياة ولاانسى ذكرى
هذا الرجل الذي ارتبط بوادي النيل وحلفا وارض الحجر ... وكتب في فصل من فصول كتابه ارض الحجر ارض الخير والنماء ...
رحمك الله استاذي دهب وجعل الجنة مثواك
--------------------------------------------------------------------------------
أوتاشو
09-05-2009, 02:52 AM
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (http://games.m5zn.com)
الصورة قبل 8 شهور للدكتور احمد حسين دهب امام حديقته العامرة
ويظهر من الخلف صور النخيل الذي احضرها معه من ارض الحجر قبل غرقها
رحمك الله دكتور احمد حسين دهب
وكنت قد اتفقت مع الراحل على عمل لقاء مفتوح في شبكة منتديات ( نوبي أنا ) لكي يعرف الاجيال النوبية مسيرته الطويلة حول السد العالي واتفق معي على ان يكون كل شئ عن طريق بنته المذيعه بالقناة الثامنه .(اسراء ).. ولكن قدر الله كان اسرع
وانا لله وانا اليه راجعون
التعازي القلبية لكل اهلي النوبيين وكل اهلي بتوشكي شرق وغرب
محمد جمال احمد عبدالله
اوتاشو الحلفاوي
ملك الناصر
ارض الحجر
--------------------------------------------------------------------------------
arkamani
09-06-2009, 09:13 PM
التحية للعزيز / محمد جمال/ أوتاشو
فالنعمل معاً لتوثيق أعمال العالم النوبي الجميل / أحمد دهب.
جميعنا أحببناه لما تمتع به من خصال نبيلة وكان الراحل يعلمّنا معني أن ننحاز للأرض النوبية وإنسانها .ويبث فينا روح التفاؤل بالمستقبل القادم الموعود بالخير والنماء..
سخّر علمه الوافر وبتواضع العالم العارف لصالح أجيالنا المقبلة.
ونتابع ما بدأناه:
وادي حلفا بين الماضي والحاضر والمستقبل
ه / مشروعات السكك الحديدية والطرق البريّه نحو وادي حلفا:
في العام 1976 شرعت الحكومتين المصرية والسودانية في مد طريق بري يربط السودان بمصر ، وقد تم تحديده علي الجانب الغربي لبحيرة السد العالي وبحيث يتفادي تدخلات السِنة المياه المتدخلة نحو الصحراء الغربية وأهمها أخوار " كركر – كلابشة – توشكي – سرّة " . وأنشئ الجزء الواقع من الطريق في الأراضي المصرية بطول نحو 325 كم بين السد العالي وأرقين علي خط عرض 22 درجة وترك المتبقي من الطريق جنوب الخط 22 درجة للجانب السوداني.
الاّ أن وقوع معظم معظم مواقع العمران في السودان علي الجانب الشرقي للنيل وعدم جدوي تنفيذه علي الجانب الغربي والذي هو أكثر عرضة لسَفي وزحف رمال الصحراء الغربية ويحتاج الي صيانة مستمرة بلإضافة الي إنشغال حكومة السودان بحروب الجنوب . كل ذلك أدّي الي تأجيل تنفيذ الجزء الواقع داخل الأراضي السودانية.
وعندما شرعت الحكومتان أخيراً في إستئناف العمل في تنفيذ برامج التكامل كان المطلب الشعبي للسكان في السودان هو أن يكون مسار الطريق بين وادي حلفا وشرق دنقلا علي الجانب الشرقي من النيل نظراً لأن الطريق سوف يمر بالمناطق الآهلة بالسكان حلفا – عبري – دلقو – فريق – مشكيلة – حبراب – كُبودّي – أردوان – سِمت – كرما السليم.
مع ربط الطريق بمدينة دنقلا بكوبري مستديم . وأيضاً ربط حلفا بذات الطريق شمالاً نحو أدندان وقسطل " 60 كم " داخل الأراضي المصرية . مع إستخدام العبّارة نحو مدينة أبو سمبل وإستخدام الطريق البرّي الغربي من أبو سمبل الي أسوان " 280 كم " . أما الطريق البرِّي الغربي من أرقين الي دنقلا فيمكن تنفيذه مستقبلاً كطريق إستراتيجي يربط دول حوض وادي النيل.
وعلي الضفة الشرقية لبحيرة السد العالي كان هناك مسار لطريق برِّي قديم تم تحديده بمعرفة الجيش الإنجليزي في فترة الحرب العالمية الثانية سنة 1949م بربط وادي حلفا وأسوان ، بحيث يبدأ بطريق إسفلتي يصعد شرقاً من حلفا القديمة عند بلدة دبروسة بطول نحو سبعة كيلو مترات تقريباً وينتهي بمهبط للطيران ثم يستمر شمالاً نحو مصر بمسار صحراوي غير معبّد .وقد قامت حكومة مصر في السنوات الأخيرة برصف الجزء الواقع ما بين أسوان والسيّالة بطول 130كم . وبذلك يتبقي الجزء الواقع ما بين السيّالة وحلفا بطول 230كم.
أما مشروع السكك الحديدية المُزمع إنشاءه بين أسوان وحلفا فقد سبق أن تم إنجاز الأعمال المساحية وإنشاء الخرائط الكنتورية وتحديد مخرّات السيول بمعرفة شركة المقاولون العرب في مصر وذلك بتكليف من صندوق التكامل سنة 1983م.
و / مشكلة الملاحة عند مدينة حلفا وحتمية البحث عن مرفأ دائم للمعدّات النهرية:
بعد غرق ميناء وادي حلفا القديمة ولعدم توافر شواطئ متيسّرة لرسو السفن وكذلك لإنعدام مسطّحات الأراضي التي تطل علي البحيرة مباشرة ، وجعل الأهالي يلجأون بمراكبهم الشراعية التي بقيت في حوزتهم نحو خور موسي باشا ، وشرعوا في بناء مساكنهم علي حافّة الخور دونما علمٍ بحركة المياه وفق معايير المناسيب!. وتكرر بناء البيوت لمرات ثلاثة لعدم درايتهم بمناسيب البحيرة الي أن حددت لهم الحكومة السودانية بعد سنة 1970م كنتور 182م كحد أقصي لإرتفاع البحيرة . ومنذ العام 1975م بدأ التفكير في إستغلال لسان الأرض المرتفعة أمام المدينة " جبل الشيطان " وذلك لإنشاء مرفأ للمراكب لتميُّزه بوجود حماية طبيعية تقيها مشاكل الرياح الشمالية النشطة في المنطقة الجمركية والسكك الحديدية . كما أن التكوينات الصخرية هنا من الصخور الرملية الهشة ، سهلة التشكيل بالمعدّات الميكانيكية.
ثم قامت هيئة وادي النيل للملاحة النهرية سنة 2002م بإنشاء رصيف لميناء جديد علي أرض أفقية مكشوفة أمام هبوب الرياح الشمالية النشطة علي موقع مطار حلفا دغيم " منسوب 162م" والتي غمرتها مياه البحيرة ويتراكم فوقها الطمي من واحد( 1م ) متر الي (50’1م ) كل عام.
حيث بلغت مناسيب الأرض فيها سنة 2003م ( 165م – 170م ). ويعد هذا الموقع من الوجهة العلمية ملقفاً للطمي الذي يتدفق كل عام من الجنوب والذي يُقدّر بنحو 100 مليون متر مكعب في السنة الواحدة . وذلك نتيجة لنشأة دوامة مائية كبيرة ما بين خور موسي باشا واللسان الصخري ، الذي يبرز أمام شمالي المدينة . لذلك فإن الباحث يري أنّه من الوجهة المورفلوجية :
سوف يحدث سوف يحدث إنغلاق لمدخل خور موسي باشا والذي يشتمل علي موقع الرصيف الجديد { سبق التحذيرمنه} قبل الشروع فيه . ويستخدم حالياً كمرفأ شتوي للمراكب ، وذلك من جراء إضطراد تراكمات الطمي الناتجة عن التيارات المرتدة حيث تنشأ ما تسمّي بالجسورالطبيعية .
وقد حدث في صيف عام 2003 و 2004 ، وعندما إنخفضت مناسيب البحيرة لتبلغ أدناها ، أن عجزت معها المراكب في الوصول الي رصيف الميناء والذي أنشئ حديثاً مما جعل سلطات الميناء يستعينون بصنادل نهرية يصلون بها الي الأعماق التي تسمح برسوِّها . كما أن الباحث علي يقين من إستفحال الأمر عاماً بعد عام ، مما سوف تعجز معه معدّات الحفر داخل المياه في شق قناة ملاحية طويلة بالمعدّات التقليدية لإزالة ما يتراكم من طمي جديد كل عام من داخل بوغاز الميناء . والذي سوف يتطلب ميزانية هيئة وادي النيل للملاحة النهرية.
لذا فإن هذا الموقع الأخير { الرصيف الحالي } لن يصلح لرسو السفن فيه في السنوات القريبة المقبلة .
ومن المتوقع إمتلاء المسطّح المائي أمام المدينة بالطمي ، مع ظهور جزر متشابكة أمامها مما سوف يتعذر معها دخول سبل المواصلات النهرية نحو الشاطئ .ثم سوف ينتهي الأمر آجلاً أو عاجلاً بظهور دلتا رسوبية شاسعة تمتد نحو ثمانية كم
( 8كم) نحو الغرب. يحُدّها من أقصي الغرب مجري النيل بجوار " مقام الشيخ عبد القادر " تاركاً أرضاً زراعية خصبة تصلح للزراعة . أما الموقع الآخر الشمالي البديل والذي يقع عند جبل شيطان فإن عمره الإفتراضي للصلاحية يبلغ نحو من 50 الي 70 سنة قادمة ، من جراء إضطراد تراكمات الطمي وتقدٌّمه نحو الشمال كل عام .
لذا كان لابدّ من البحث عن مكان آخر بديل ذات صلاحية مستدامة يصلح للرسو الي أكثر من 200 سنة قادمة علي الأقل.
الفقرة القادمة بعنوان:
بعض المستجدات التي حدثت نتيجة لإنشاء السد العالي وتكوّن بحيرة " ناصر " في مصر و " بحيرة النوبة في السودان" :
--------------------------------------------------------------------------------
أوتاشو
09-07-2009, 04:45 PM
العزيز اركوماني
رمضان كريم
وكل عام وانت بخير
نحن اخي الفاضل نفتقد التوثيق
ذهبت لارض النوبة معي كل ادوات التوثيق من كمبيوتر وكاميرات ديجتال وفيديو واجهزة كاملة من الشرائط والدفاتر وخلافه ... كان ودي ان اقوم بعمل رائع اوثق للكبار من قومي الذين عاصروا بعض الاحداث المهمة الغرق ايام السد العالي وملحمة الصمود وووووونكون فرقة نوبية تعني بالتراث النوبي ووو
وقدمت بورقة لكي يتبني الجهة الحكومية مشروعي وكان من ضمنها مشروع منتدي ايضا
للأسف تم وضع ا ورقة طرحي اسفل الدرج وعدت من حيث اتيت بعد 6 شهور معاناة
اخي الكريم ايدي في ايدك لعلنا نعمل شئ نوثقه للأجيال .
ان شاء الله
لك حبي
اوتاشو
--------------------------------------------------------------------------------
arkamani
09-08-2009, 01:05 AM
الحبيب " أوتاشو"
جعل الله جهدنا في ميزان الحسنات ونقدّر لك جهدك العظيم المثابر.وليس أمامنا من سبيل غير أن نسبح نحو الأمام رغم الأنواء وبعض المحن.ومعاً وسوياً للظفر بآمالنا الكبيرة ..
ونتابع ما بدأناه ..
الفقرة التالية من الدراسة :
بعض المستجدات التي حدثت نتيجة لإنشاء السد العالي وتكوّن بحيرة " ناصر " في مصر و " بحيرة النوبة في السودان "
1/ إلغاء خط السكك الحديدية السودانية الذي كان ممتداً نحو 35 كم بجوار مجري النيل حتي بلدة فرس. والذي كان يستخدم في النقل لدي تأزم السبل وقت إنحسار النيل صيف كل عام.
2 / تضاؤل سرعات المياه في البحيرة نظراً لترسبات الطمي التي تتقدم ببطئ نحو الشمال ، ملئة قاع البحيرة حيث تبلغ الأعماق عند إشكيت حالياً نحو 30 متراً بينماهي عند " أمكة " الجندل الثاني نحو 6 أمتار كما تتناقص عنده الي نحو المترين في فترة التحاريق الصيفية وقبل ورود الفيضان الجديد ( يونيو ويوليو ) من كل عام .
أجرت وزارة الموارد المائية في مصر دراسة نحو إستغلال طمي النيل الذي يتراكم علي الحدود بين مصر والسودان بسحبه عن طريق شفاطات نحو شواطئ البحيرة لإستغلاله كمخصّبات للأراضي وفي صناعة الفخاريات والطوب الأحمر وبالتالي سوف يساعد ذلك علي الإحتفاظ بالقدر الكبر من السعة الحيّة للبحيرة علي الأقل في الجزء الواقع منها علي الأراضي المصرية . ويعطي ضماناً نحو بقاء الميناء المقترح عند إشكيت في مأمن ، من تراكمات الطمي والتي سوف يتم سحبها كل عام علي الأقل .
ز/ الآفاق المستقبلية نحو قيام مدينة عصرية حدودية:
- ويُعد موقع إشكيت المتاخم بخط عرض 22 درجة ، من أصلح المواقع
لإنشاء المرفأ البحري لوجود جزيرة صخرية تبرز نحو المجري القديم للنيل ويسمح بغاطس يزيد عن العشرون متراً في أدني منسوب للبحيرة ( كنتور 150 م ) . كما تشكل حماية طبيعية للمراكب من هبوب الرياح الشمالية طوال العام تقريباً في المنطقة . ويلزم إنشاء رصيف مشترك لنزول الركاب والبضائع علي الحدود في الجانب الشرقي للبحيرة وعلي أن يتم إستكمال الإجراءات وخروج الركاب ونزولهم علي البوابة الحدودية عند إشكيت " جبل الصحابة " . وبالتالي يمكنهم أن يستغلّوا القطار سواء الي داخل السودان أو نحو أسوان الي مصر .
- وبعد تشكيل الرصيف المرتقب بإستخدام الصخور الرملية من التلال المجاورة فإنه يمكن إنشاء بوابة للجمارك ، تضم مكاتب لإنجاز الإجراءات علي الجانبين المصري والسوداني .
علي أن ينتقل الراكب بأمتعته من والي السودان ليستقل القطار أو الباخرة أو بإستخدام الطرق البرّية الممتدة في كلي البلدين .
- وعليه فإن في الإمكان مدّ خط السكك الحديدية من حلفا الي إشكيت مسافة 20 كم " كما هو الحال بين مدينة اسوان و ميناء السد العالي ومطار أسوان " كما يمكن ربطه بخط السكك الحديدية المزمع مدّه من اسوان الي حلفا . وهي رؤية علمية نتقدم بها كمساهمة لدرء المتاعب عن مواطنينا في مصر والسودان ، وتخفيفاً لمعاناتهم امام بوّابات الخروج والدخول .
- نظراً لخلو منطقة إشكيت " الصحابة " من العمران وإتساع الصحراء شرقاً ، فإنه من المتيسر إجراء تخطيط جديد للمنطقة ، بالبدء بإنشاء سوق تجاري مشترك علي الحدود . كما يسهل إنشاء متجاورات وأحياء إضافية لمدينة حلفا شماليِّ المدينة ، خاصة علي جانبي الطريق الإسفلتي القديم والذي يمتد شرقاً من البحيرة عند بلدة " دبروسة " .
الفقرة القادمة بعنوان: مؤكدات وموجهات عامة
--------------------------------------------------------------------------------
arkamani
09-11-2009, 10:05 PM
" نتابع "
الفقرة الأخيرة من الدراسة ، ويلي ذلك الملاحق من خرائط و أخري.
----------
مؤكدات وموجهات عامة:
1/ بخصوص إنجاز الإجراءات " الجمارك – الجوازات – الصحّة " أن يتم في موقع المنفذ الحدودي عند إشكيت. علي أن ينتقل الراكب من علي رصيف الميناء الحدودية المشتركة ، نحو محطة سكك حديد حلفا الجديد ، ليستقل القطار السوداني عبر مدينة حلفا الي مناطق السودان المختلفة . اما بالنسبة للقادمين الي مصر من داخل السودان ، يتم إنهاء وإستكمال الإجراءات ، بحث أن تتم علي جانبي البوابة الحدودية المشتركة عند إشكيت ، ثم يُمر الراكب وينهي إجراءاته لدي الجانب المصري ، ثم يستقل ما شاء من وسائل المواصلات / سكك حديدية / باخرة / الطريق البرّي .
2 / وضح مما تقدم أن النطاق الواقع بين خور موسي باشا والصحابة وبطول 20 كم ، إنما تعد المنطقة الأولي لترسيب الطمي في البحيرة وسوف تشغله دلتا رسوبية تتقدم من الجنوب الي الشمال وسوف يعمل علي ملأ حوض البحيرة في هذا الجزء علي المدي الطويل . لذا فإنه لزم إعداد خريطة جديدة تقود نحو الإستغلال الأمثل للظروف المستجدة للمنطقة . ومن أبرز تلك المقترحات :
أ – قفل الثغرة في جسر السكك الحديدية القديم أمام موقع السوق القديم وإعادة تخطيط السوق وبنائه بأساسات خرصانية مع مراعاة إتجاهات الريح السائدة .
ب / إنشاء سد ركامي علي فتحة خور موسي باشا عند موقع المضيق . في مواجهة السكك الحديدية والعبور بطريق عليه نحو الضفة الجنوبية للخور . مع السماح بمرور مياه الفيضان كل عام من خلال منافذ عبر السد الركامي المقترح حتي ينتج عنها قدر من الترسيب كل عام تزيد من خصوبة التربة . وترفع منسوب الأرض عاماً بعد عام ، وتقدّر المساحة التي تغطُّي كل عام في الخور بمياه الفيضان نحو الف فدان" 1000 فدان " ، وهذه يمكن إستغلالها في الإستزراع .
ج / بناء مدينة ساحلية كاملة علي سطح الهضبة الشاطئية " جبل شيطان " المتوّغلة كلسان صخري نحو مياه البحيرة ، وإستغلالها في بناء الفنادق والمنتزهات . مع ضرورة إنشاء طريق كرنيش شاطئي حول المدينة وايضاً علي الضفة الجنوبية لخور موسي باشا ، وتخطيط عدّة متجاورات تمتد شوارعها من الجنوب الي الشمال حتي مشارف مياه البحيرة في الخور .
وبتنفيذ تلك المقترحات يتحقق الإستقرار لمدينة حلفا علي المدي البعيد . كما سوف تتحقق الإستفادة من مترسبات الطمي في الإستزراع حولها . كما يمهّد هذا للنمو العمراني للمدينة ليملأ المسافة الممتدة نحو الميناء المقترحة عند بلدة " الصحابة " 20 كم شمالاً .
وختاماً يستدرك الباحث ، أنه ربما سوف يلقي هذا المشروع المقدّم كرؤية ورسالة مستقبلية لمدينة وادي حلفا ، معارضة البعض من الذين ليس لهم دراية كاملة بالرؤي العلمية فيما يختص بقوي الطبيعة والتطور المورفولوجي لظروف نشأة بحيرة السد العالي والتي ينبغي التكيّف معها في إجراء التخطيط العمراني للمدينة ومنشآتها . وقد يتخوف البعض الآخر من تكاليف إعادة بناء الأسواق والمخازن .. الخ.
لكنه يري أن الحل النهائي لعذابات الأهل في مدينة وادي حلفا إنما يكمن في إيجاد حلول جزرية تقودنا الي قيام مدينة عصرية حدودية ، تتمتع بجميع الخدمات وقابلة للحياة علي إمتداد مئات السنين المقبلة . وتحقق التكامل المنشود بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان.
وفقنا الله جميعاً لما فيه خير البلاد.
إعداد أستاذ / باحث دكتور أحمد حسين دهب
أسوان في يوليو 2004م