أقامت جمعية «نوب» للتراث النوبى والتنمية احتفالية نوبية مفتوحة بمنطقة كوم الدكة، تصدرتها «زينب»، التى جلست لتنقش رسوم الحنة على كفوف النساء والفتيات، وسط إقبال كبير من الجمهور.
تحكى زينب، التى تحدثت عن مهنتها التى تعرف باسم «الحنانة النوبية»، فتقول إن «ليلة الحنة» عادة فرعونية لا تزال واحدة من أهم طقوس الزواج فى مصر، وهى الليلة التى تشهد مراسم تزيين العروس قبل ليلة الدخلة.
تقول زينب عن سبب عودة هذه المهنة وزيادة الإقبال عليها: «بعد أن تطورت الحنة، ولم تعد مجرد الحنة الحمراء العادية التى تلطخ بها الكفوف والقدمان، بدأ الإقبال على رسوم الحنة كبديل لـ«التاتو»، الذى لا تحبه أغلب العرائس لأن به حرمانية دينية، كما أنه يثبت وتصعب إزالته إلا بالليزر، وبالرغم من وجود كوافيرات ترسم الحنة للعرائس، فإن هناك حنانات معروفات تطلبهن العرائس الآن بالاسم بعد أن اشتهرن برسومهن المميزة». كنت أحب الرسم على كفى بالألوان، ثم بدأت أمارس هذه الهواية باستخدام الحنة وسط قريباتى وصديقاتى وبناتهن، ثم بدأت شهرتى تمتد إلى خارج نطاق العائلة، وباتوا يطلبوننى فى الأفراح».
وتبين «زينب» سبب ارتباط مهنة الحنانة بالنوبيات قائلة: «الحنانة النوبية هى الأصل لأن الحنة من عاداتنا التى نحافظ عليها، ونعتبرها من أدوات التجميل الأساسية فى أفراحنا، وترفض زينب تقليد الرسوم الجاهزة أو رسوم حنانة أخرى: «لا أحب أن تطلب منى عروس تقليد رسم آخر شاهدته، كما أننى أفضل أن يكون الرسم من خيالى فقط، وأفضل رسومى التى أصممها وأبتكرها من وحى اللحظة بتخيلى لما يناسب العروس». وتتحدث عن أسعار الحنة وأشكالها وألوانها فتقول: «تتراوح الأسعار فى الأفراح بين 100 و150 جنيها، وتختلف من رسم لآخر، ومن عروس لأخرى، فالعروس السمراء تحب النقوش الكبيرة الممتلئة بالتفاصيل، بعكس العروس البيضاء التى تفضل فى الغالب النقوش الهادئة البسيطة، وتعتبر الورود والرسوم الزخرفية أهم أشكال النقوش».