وداعاً حبيبي وحبيبنا جميعاً مصطفى محمد حسن والشهير بمصطفى سوداني إنه الشاب ذو الحس المرهف الشاب الذي طالما كنت أرى فيه أنه فنان ذو حس مرهف جداً لقد عرفته عن قرب لأنه كان من جيلي وكنت أدرس معه من المرحلة الإبتدائية إلى المرحلة الإعدادية وبعد ذلك التحق هو بالمدرسة الصناعية بنصر النوبة والتحقت أنا بالمدرسة التجارية أيضاً بنصر النوبة ولكن تفرقنا هذا لم يحرمنا من حبنا نحن مواليد عام 1975 ورغم ابتعاد هذا الجيل عن بعضه لظروف الحياة والعمل واختلافنا في توجهاتنا بسبب الحياة وما بها من متاعب إلا أننا اتفقنا جميعاً واجتمعنا على الإتصال ببعضنا البعض وتقديم التعازي لكل الجيل المكلوم وعلى دعوة رب العباد بأن يتغمد الفقيد ويلهم أسرته الصبر والسلوان ... والله أشعر أن دموع الحزن تثير عيناي وتريد أن تنقض على جفوني واشعر بأنه قد اغرورقت عيناي بدموع لا مفر منها ولكن هذه هي سنة الحياة وهذه المرحلة هي مرحلة الدعاء للمتوفى (أستغفرك اللهم وأتوب إليك) لا أصدق ما حدث ولكن (كل نفس ذائقة الموت) ولا نملك إلا أن نقول أن هذه الدنيا فانية لا تستحق منا كل هذا العناء .. فإن كان هناك عناء فليكن في سبيل الله فقط وليكن في عمل شئ لعباد الله ... فلا يصح أن نأتي إلى الدنيا ونخرج منها دون أن نكون قيمة مضافة فيها ودون أن نضيف شيئ للبشرية لا لكي يتذكروننا بها ولكن لنقول لرب العباد (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) فليس لنا سبب في الوجود إلا أن تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله وأيضا ليس للحياة أي قيمة إن لم نقوم بإضافة شئ فيها شئ يفيد البشرية ويفيد المجتمع فلا مكان للصراعات والقيل والقال فليجتهد الكل وليعمل الكل وينسى ما فاته ويقبل على ما هو آت ويستعد ليوم (تشخص فيه الأبصار) ليوم (لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) فالموت آت لا محالة .. إنه لا يفرق بين رجل عجوز ولا شاب يافع ولا طفل و ليس هناك أي معايير لتتنبؤ بالموت فيا أيها الجيل المكلوم ويا كل من قرأ هذا المقال استحلفكم بالله أن تقرأوا الفاتحة على روح المغفور له بإذن الله حبيبنا جميعاً مصطفى سوداني أسكنه الله فسيح جناته.
مع تحياتي
عبد الله عقيد